حملت نجود الجروح من سنوات حياتها قبل سن المراهقة، والتي لم تكن فقط من الجروح والألم الجسدي الناتج من التحرش الجنسي الذي حصل لها من قبل ابن عمها، بل الألم النفسي العميق والشعور بالذنب والأذى.

هذه الأعباء، التي حملتها من سن مبكرة، أدت إلى مزيج سام من الكراهية والعار داخلها، عبء ثقيل حاربت للتخلص منه.

في لحظة من الضعف، وضعت نجود عواطفها الخام وتفاصيل أليمة من ماضيها لأول مرة أمام مستشارة “المرأة العربية اليوم”. هذا الشيء قدّم لها لحظة راحة، مما منحها المساحة لسماع صوتها حقًا في وسط فوضى صراعها الداخلي.

بتوجيه من مستشارتنا، أدركت نجود أن التشوه ليس في داخلها، بل في الشخصية المعيبة لابن عمها. وجدت الراحة في إدراكها أن براءتها الشابة تركتها غير قادرة على فهم الجدية الكاملة للوضع، مما أبرأها من عبء الشعور بالذنب الذي حملته لفترة طويلة.

بحثت نجود عن الراحة في إيمانها، فلجأت إلى الصلاة، تطلب الغفران لابن عمها ولنفسها أيضًا. من خلال عدسة التعاليم الكتابية، وجدت فهمًا عميقًا للغفران، مستمدة القوة من مثال رحمة المسيح اللامتناهية. أدركت أن الظلم في العالم نتيجة لطبيعته الساقطة، حيث يسعى تأثير الشر إلى تكسير علاقتنا مع الله.

وجدت نجود نفسها محاطة بذراعي المسيح المحبة، وشعرت برفع العبء الذي كان يثقل كاهلها من ماضيها. بوضوح متجدد، انطلقت في رحلة الغفران، موجهة بالإيمان الراسخ بأنها لا تُعرَّف بماضيها بل بنعمة خالقها.