إعداد: ديمة فاخوري
عندما دعوتِ المسيح أن يأتي إلى حياتك، اختبرتِ ولادةً أُخرى – ولادةً ثانيةً. ولادتك الأولى كانت جسديَّة، أمَّا ولادتك الثانية فروحيَّة. ولادتك الأولى كانت خارجيَّة، في حين أنَّ ولادتك الثانية داخليَّة. في لحظة ولادتك الثانية (الروحيَّة)، أصبحَت لديك في الحال هُويَّة جديدة أعطاكِ إيَّاها الله.
إنَّ فهم هويتي في المسيح يؤثر بصورة كبيرة على طريقة عيش حياتي. وإن قُمتِ بإجراء مقارنة سريعة لحياتك قبل المسيح وما هي شكلها بعد معرفتك للمسيح، فستجدين الاختلاف يتركَّز في 4 نقاط أساسية ستساعدك على التمييز إن كنتِ حقًّا تعيشين هويتك الحقيقية في المسيح:
- هويتك القديمة تجري وراء شهواتها أما هويتك الجديدة في المسيح فتسعى إلى تمجيد الله في كل نواحي حياتك.
- هويتك القديمة تعيش حالة من الخوف بينما هويتي في المسيح لا تعود تخاف المستقبل.
- هويتك القديمة تحكم على نفسها وتُقارِن نفسها بالآخَر بينما ما تطلبه هويتك الجديدة هو إرضاء المسيح فقط الذي فيه هويتنا مخفيَّة.
- هويتك القديمة تتفاجأ عندما تأتي المعاناة لأنَّ تفكيرها وقتيّ، بينما هويتي في المسيح الجديدة تثق أنَّ هذه الصعوبات ستُنتِج أمورًا لها قيمة أبدية لأنَّ منظورها أبديٌّ.
ما هي مميزات هويتي الجديدة في المسيح؟
والآن، بعد أن بدأتِ تدركين كيف ينبغي أن يكون شكل هويتك الحقيقي في المسيح فإنَّ وعيك هذا سيكشف أمام عينيك حقيقة شخصيتك وسبب خلقك.
هناك امتيازات لهويتك في المسيح:
- أنتِ الآن قريبة من الله:
يمكنك أن تصلي ويسمع الله لكِ؛ القنوات بينك وبينه مفتوحة غير معطَّلَة. لكِ امتياز التواصل معه.
“وَلكِنِ الآنَ في الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلًا بَعِيدِينَ، صِرتُمْ قَرِيبِينَ بِدَمِ الْمَسِيحِ.” أفَسُس 2: 13
- أنتِ الآن حية روحيًّا
منحكِ حياة جديدة لحظة قبلتِه في حياتك وقرَّرتِ أن تسيري معه
“اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرةَ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُون.” أفَسُس 2: 4-5
- أنتِ الآن من أولاد الله:
منحكِ انتماءً جديدًا، صرتِ جزءًا من عائلته.
“اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُه.” 1 يوحنا 3: 1
- أنت نافعة الآن كي يستخدمَك الله
لديكِ هدف جديد لحياتك ومسؤوليات جديدة ستُعطي حياتك قيمة.
“لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ في الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمالَ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَي نَسْلُكَ فِيهَا.” أفَسُس 2: 10
- أنتِ عند الله أثمَنُ مما يمكنك أن تتصوَّري
“وأما أنتم فجنس مختار، وكهنوت ملوكي، أمة مقدسة، شعب اقتناء، لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب. الذين قبلًا لم تكونوا شعبًا، وأما الآن فأنتم شعب الله. الذين كنتم غير مرحومين، وأما الآن فمرحومون.” 1 بطرس 2: 9-10
- لكِ الآن عائلة جديدة
يمكنكِ التمتع بعلاقات سليمة صحية مع الآخرين. لديكِ مصدر دعم من المؤمنين لتختبري المحبة وتنمي روحيًّا.
أول وأهم وصيتين أوصانا الله بهما أن نحبه ونحب الآخر، ولم يتوقف عند الوصية، بل منحكِ أدوات ومفاتيح جديدة تساعدك على التعامل مع الآخرين وفق قوانين إلهية تساعدكِ على التواصل، ما كنتِ لتحصلي عليها لولا هويتك الحقيقية.
“لذلك عزّوا بعضكم بعضًا وابنوا أحدكم الآخر، كما تفعلون أيضًا.” 1 تسالونيكي 5: 11
فماذا عنكِ؟
نحب أن نسمع عن رحلتكِ وكيف اكتشفتِ مَن أنتِ في المسيح؟
لا بدَّ من أنك جرَّبتِ السير وحدك وتفشَّلتِ كثيرًا. تأكدي أنَّ للسير معه طعمًا مختلفًا، ولن تندمي إن اتخذتِ هذه الخطوة. هو رفيقكِ والرحلة معه ممتعة، وسيشكلك بأصابعه في كل خطوة وظرف. ثقي به، يمكنكِ أن تأتمنيه على حياتك بالكامل.
يا ليتكِ تدركين هذه الهوية، وتقبلين هويتك الجميلة في يسوع التي هي حسب قلب الله. فلا تسمحي أبدًا بطمسها أو تشويهها مهما كانت قوة تأثير المصدر الذي يحاول أن يُريكِ عكس ما يقول الرب إنك عليه.
اسلكي مُقادة بهويتك في المسيح التي تؤثر في الأجواء وتغيِّر بيتك وعائلتك ومحيطك وتؤثر في مجتمعك. بالإضافة أنك لن تتمكني من التحرك بقوة مع الله في حياتك دون فهم المقاصد التي خلقكِ بتميُّز من أجلها. لقد منحكِ هوية جديدة لا مفرَّ من أن تحتضني تفرُّدَها وتميُّزَها.
هل ترغبين أن نساعدك لتعيشي هويتك في المسيح؟ وأن تعيشي حياة هدفها “مشابهين صورة يسوع”. تواصلي معنا.