إعداد: ناهده قعوار
ذهبت جماعة من السياح الأغنياء إلى منطقة كثيفة الأشجار قريبة من البحر للتنزه. وبينما كانوا جالسين في حديقة الفندق يتنسمون الهواء المعطر بالروائح المنعشة المنبعثة من الأشجار، مرت جماعة من الهنود ومعهم سيدة تسير بالقرب من الفندق. فناداها أحدهم وسألها إن كانت تعرف حظوظ الناس. فأجابته نعم، ووعدته بعودتها إليه بعد قليل. وفعلا عادت وجلست بين الحاضرين فالتف حولها الجميع. قالت قارئة الحظ: طلبتم مني أن أخبركم عن حظكم. معي كتاب قديم يتحدث عن المستقبل المحتوم لكل إنسان. فبهتوا جميعهم بينما هي أخرجت من جيبها كتابا قديما وقالت: يجب أن أخبركم أولا عن حال كل منكم.. ففتحت وقرأت (رومية 3: 12- 18) “الجميه زاغوا وفسدوا معا، ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد.. حنجرتهم قبر مفتوح، بألسنتهم قد مكروا، سم الأصلال تحت شفاههم، وفمهم مملوء لعنة ومرارة، أرجلهم سريعة إلى سفك الدم، في طريقهم اغتصاب وسحق، وطريق السلام لم يعرفوه. ليس خوف الله قدام عيونهم.”
ثم قالت: أما من جهة المستقبل فهناك طريقتان، الأولى سيرسل ابن الإنسان ملائكته فيجمعون الذين عملوا السيئات ويلقون بهم في النار، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان. والثانية “يضيء الأبرار كالشمس في ملكوت أبيهم السماوي” (متى 13: 43).
وتابعت كلامها والآن سأوضح لكم كيف تهربون من المستقبل المخيف الذي يتكلم عنه الكتاب المقدس لتنالوا بركة الله. ثم قرأت (يوحنا 3: 16) “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.” عندها ساد صمت رهيب وانسحبت المرأة تاركة كلمة الله تعمل في قلوبهم وضمائرهم مؤمنة بوعد الله القائل: “هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي، لا ترجع إلي فارغة بل تعمل ما سررت به وتنجح فيما أرسلتها له.” (أشعياء 55: 11).
تأثرت جدا من هذه القصة، حيث أن إنسانة من شعب وثني قادها الله من الظلمة إلى نوره العجيب عمل فيها الروح القدس وحملت رسالة الخلاص بأمانة وشجاعة لأشخاص متمدنين أغنياء فارغين. فقلت في نفسي “ما أسعدك يا قارئة الحظ.. جازاك الله خيرا”. وهنا يحق قول المثل: “لا يعلم الغيب إلا الله” لأنه هو المخطط لجميع البشر، الماضي والحاضر والمستقبل.