“وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع.”
(فيلبي ٤: ٧)
غالبًا ما تتّسم أيام الناس بعدم اليقين سواء بسبب الاضطرابات السياسية، أو الأزمات الاقتصادية، أو آلام الحروب والثورات التي تركت بصماتها على منطقتنا بأكملها. فهناك أيام تمرّ بهدوء، وأخرى تأتي بتحديات لا تُحتمل. هذا الواقع يجعلنا نتوقف ونتأمّل في كلمة “سلام” ونتساءل: ما معنى هذه الكلمة حقًا؟
يخبرنا الكتاب المقدّس عن امرأة كانت تشتاق إلى طفل. تنبّأ النبي أليشع بأنها ستُنجب، وفعلاً تحققت النبوءة. لكن فرحتها تحوّلت إلى حزن حين مرض ابنها فجأة ومات. ورغم ألمها، ذهبت إلى أليشع لتخبره بما حدث. فسألها عبر خادمه:
هل سلام لكِ؟ هل سلام لزوجكِ؟ هل سلام للغلام؟
فأجابت: “سلام”.
في منطقتنا، حيث الحرب والفقدان أصبحا جزءًا من الواقع اليومي، يحمل هذا الجواب معنى عميقًا. السلام الحقيقي لا يعني غياب الصراع أو التحديات، بل هو حضور الثقة الثابتة في ذاك الذي يمسك بكل الأمور بين يديه.
السلام الحقيقي يوجد فقط في شخص يسوع المسيح، الذي هو مصدر السلام، والذي قال:
“سلامًا أترك لكم، سلامي أعطيكم. ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا. لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.” (يوحنا ١٤: ٢٧)
صلاة:
يا أبانا السماوي، نشكرك من أجل السلام الذي نلناه من خلال يسوع المسيح. فليملك هذا السلام في قلوبنا حتى وسط الحروب والثورات والتحديات. ساعدنا يا رب أن نكون حملة لهذا السلام للآخرين، ونعكس الهدوء والطمأنينة التي لا يمنحها سواك. في اسم يسوع، وبقوة الروح القدس، آمين.