إعداد: ماري بقيلي
في صموئيل 14 : 38 , 39 نقرأ أن شاول قد نذر نذرا متعجلا لأنه كان متلهفا على هزيمة الفلسطينيين. وأراد أن يضع أمام جنوده حافزا للانتهاء من المعركة سريعا. فقد كان فكره محصورا بغاية معينة ولم يتحقق من كيفية وموضوع النذر وهو يعلم أن الله لم يطلب منه نذرا حتى يستجيب له طلبته.
إن الكتاب المقدس لم يشدد على موضوع النذر بحد ذاته بل أعلنت كلمة الله أن الإنسان الذي ينذر نذرا لله يجب أن يوفيه تحت كل الظروف. ولم يكن نذر شاول نذرا يرضى عنه الله, ولكنه كان ملزما أن يوفيه بحسب الشريعة.
أما من ناحية ابنه يوناثان فلم يكن يعلم شيئا عن موضوع نذر أبيه الا أنه استهان بالنذر ولم يوفه.
لقد نذر شاول نذرا بأنه سيقتل ابنه دون أن يعي ذلك, ولولا تدخل الشعب الذي أنقذ حياة يوناثان لمات يوناثان بيد أبيه.
لقد أراد شاول أن يظهر بمظهر لائق أمام الله والشعب. أكثر من اهتمامه بحياة ولده, وكان هذا الموقف صعب جدا عليه حيث يستلزم أن يعترف بحماقته عندما نذر هذا النذر. وهذا أمر يحط من قدر الملك. وكان شاول أكثر أهتماما بالدفاع عن صورته. وعلينا أن ندرك أن الاعتراف بالخطأ يستلزم شجاعة أكبر من الأستمرار به. فأحذري من الأقوال المندفعة فقد تجبرين على الوفاء بها.