المؤمن الرمادي

 لا اعرف هل المشكلة فيّ أم في ما يحصل من حولي في هذه الأيام؟

 هل أصبحت معاير الصح والخطأ غريبة وغير واضحة إلى هذه الدرجة، حتى أصبح بإمكاننا أن نتوقع من المؤمنين ما لا نتوقعه من أهل العالم؟

 هل إلى هذه الدرجة أصبح من السهل أن نجرح بعضنا ونرفع رؤوسنا عالياً مفتخرين؟

 هل أصبح أن تعثر أخاً لك هو شيء عادي ولا يستحق أية أهميه؟

 أين ذهبت تعاليم السيد المسيح ربنا وإلهنا؟ أين ذهبت كلماته؟ 

هل أصبح المؤمن رمادياً إلى هذه الدرجة حتى نسي شريعة إلهه وأصبح له شريعة أخرى، يحلل فيها ويحرم ما يشاء وحسب الظروف؟  أين المحبة؟  أين الصدق؟    إذا كنا ونحن إخوة وجسد واحد نجرح بعضنا البعض هكذا فلماذا نلوم أهل العالم إذ جرحونا؟  وإذا كانت مفاهيم الصح والخطأ أصبحت رمادية إلى هذه الدرجة ما هو الحل؟ وكما تساءل النبي في العهد القديم:  إذا انقلبت الأعمدة فالصديق ماذا يفعل؟  هكذا أتساءل أنا بيني وبين نفسي؟ وأقول لنفسي لماذا أنت منحية يا نفسي؟ ولماذا تأنين فيَّ؟  ترجي الله، لأني بعد احمده ، خلاص وجهي وإلهي.”

نعم قد يجرحنا الناس، وقد يخذلنا الأصدقاء، وقد يتهموننا باطلاً بكل ما هو ليس فينا، وقد نقول لهم في أنفسنا: انتم لستم إخوتنا انتم لا تشبهون أبونا. 

فماذا نفعل؟ هل نأخذ الطريق السريع ونرد الصاع صاعين وهو الطريق الأسهل، أم نشابه أبانا ونغفر ونسامح وننسى وهو الطريق الصعب؟ 

أخي وأختي في حال كنت أنت الشخص الرمادي، صلي حتى يعطيك الرب لوناً‘ وحتى لا تصبح مجرد خلفية لصورة حقيقية، صلي حتى ينزع الرب كل الأقنعة عن وجهك وقلبك ويكشف لك أولاً حقيقة نفسك وحقيقة أعمالك، صلي حتى لا يعمي الشيطان عيونك وقلبك عن هدفك الأسمى لتحقيق أهداف هي سراب يظهر قليلاً ثم يضمحل؟ وإذا كنت أنت الشخص المظلوم والمجروح صلاتي حتى يزورك رب المجد زيارة شخصية ويلمس قلبك المجروح ويجدد شبابك كالنسور وينسيك السنين التي أكلها الجراد ويفتح أبوابه هو أمامك فهو يفتح ولا احد يغلق ويغلق ولا احد يفتح.