أيدتك وأعنتك

نبيلة توفيق

آية التأمل: “لا تخف لأني معك.. لا تتلفت لأني إلهك، قد أيدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري” (أشعيا 10:41) 

كثيراً ما نجتاز في نيران التجربة والألم.. ونفحص قوتنا الذاتية فإذ بها أقل مما كنا نظن أو نحتاج, فتهبط قلوبنا ونلتفت يمينا ويسارا ونصرخ: هل من معين.. فإذ أقرب الناس إلينا يولي ظهره ويصم أذنه، ونقف في وسط اللهيب دون معين.. لكن في اللحظة التي نكل فيها من التلفت حولنا ونرفع عيوننا لأعلى، يمتلئ القلب بوعده المطمئن “لا تخف لأني معك.. لا تتلفت أيدتك وأعنتك وعضدتك”.. 

ما أروعك إلهي.. نعم عندما أمسك بيدك أختبر لحظتها قوة لم أتوقعها من قبل, ونهضة من ضعف نفسي لأسلك بشجاعة مدركة أن الجبار حليفي وهو أكفأ من ربوات البشر.. فمعونته سريعة وحكيمة. إنه يلتقط صوت الاستغاثة في لحظتها “ليس مثل الله.. يركب السماء في معونتك والغمام في عظمته.. الإله القديم ملجأ والأذرع الأبدية من تحت”  (تثنية 26:33-27).

إن الرب المعين لن يتأخر في عطائه عند الحاجة ويعطي العون في حينه, لذلك لا أخشى ولو تزحزحت الأرض أو انقلبت الجبال إلى قلب البحار.. فها أرفع عيني كل حين إلى الجبال من حيث يأتي عوني.. فمعونتي منك سيدي دوما.. ما أعظمك.