إعداد: بسمة قموه
إن عصرنا هذا هو عصر الأمراض النفسية وبالتالي ازدادت الأمراض الجسدية. ولهذا فإن المقولة الشائعة: “إن كل شخص يحتاج لطبيب نفسي” فيها شيء من الصحة. حيث أن وراء كل مرض عضوي نوع من المسببات النفسية الدافعة له. ومع أن التنمية السريعة للتكنولوجيا العالية أدت إلى تسهيلات ملحوظة للناس. وأضافت تغييرات على أسلوب حياتهم ولكن في نفس الوقت حملت معها المزيد من الأمراض الحديثة أيضا وبدأت تؤثر على صحة الإنسان جسديا ونفسيا. وهذه بعض الأسباب التي تزيد وتضاعف من نسبة الإصابة ببعض الأمراض النفسية.
أمراض نفسية ناجمة عن الزحام:
يتأثر مزيد من الناس بكثافة السكان والسيارات والعمارات والضجيج وغيرها من عوامل التلوث في المدن. ودائما ما يشعر الناس بالتعب وخفقان القلب وضيق التنفس. وحلل خبراء نفسيون أسباب الأمراض الناجمة عن الزحام وهي التوتر العصبي العالي والقلق النفسي وهو ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وضعف الأعصاب والاضطراب النفس. ومن أجل الوقاية من الأمراض النفسية الناجمة عن الزحام نحتاج أن نهرب إلى أماكن هادئة بين الحين والآخر. وتجنب الذهاب إلى الأماكن المزدحمة، أو الاستعداد النفسي قبل الذهاب إليها. والتوجه إلى القرى للتنزه والسياحة في الضواحي وكل ذلك يخدم تخفيف حدة التوتر وتعديل المزاج.
أمراض نفسية ناجمة عن سرعة العمل:
يؤدي العيش الطويل في البيئة السريعة إلى ضغوط نفسية وتوتر عصبي وقلق. وتؤدي هذه المشاكل إلى اضطرابات نفسية. وقال خبراء نفسيون إن الأمراض الناجمة عن سرعة العمل تؤدي إلى الصداع والغثيان والابتعاد عن الأطعمة وغيرها من الظواهر. وللوقاية من هذه الأمراض فمن الضروري ترتيب الحياة بصورة معقولة والمحافظة على التفاؤل في الحياة والعمل والدراسة والمحافظة على وضع معيشي طيب وإيجاب.
أمراض نفسية سببها المكاتب وأماكن العمل:
سيصاب الناس بأمراض نفسية إذا ظلوا في المكاتب لمدة طويلة بسبب ضيق المكان، وكثرة وسرعة الأعمال. واقترح خبراء مختصون ضرورة المثابرة على العمل مع الراحة المناسبة مثل الاستراحة بعد كل ساعتين أو ثلاث ساعات. والتبادل مع الزملاء وفتح النوافذ لتغيير الهواء وترتيب الأشياء على الدرج من جديد وإذا سمح المكان يمكن ممارسة الرياضة في المكاتب.
أمراض نفسية نتيجة روتين الحياة اليومية في الأسرة:
نلاحظ أحيانا أن الأسباب غير واضحة لظهور بعض أنواع الاكتئاب عند البعض وخصوصا داخل الأسرة رغم توفر كل وسائل الراحة والانسجام. وقد يكون هذا هو السبب الرئيسي للمرض النفسي. حيث أن رتابة الحياة اليومية وعدم وجود تحديات جديدة تدفع الإنسان للتفكير والسعي تولد حالة من الملل المرضي الذي يتحول إلى اكتئاب. ونحتاج داخل الأسرة إلى التغيير في البرامج اليومية، والإبداع في ابتكار برامج تقلل من الروتين اليومي. فكما أن الجسد بحاجة للتنوع في الغذاء، فكذلك النفس أيضا تحتاج إلى التغيير من الأجواء المحيطة بها ومن المهمات المتكررة.