صبايا في الغربة

إعداد: بسمة قموه

أصبح من المعتاد في وقتنا الحاضر أن تذهب الفتاة للدراسة خارج بلدها للحصول على تحصيل علمي مناسب إذا لم تسنح لها الفرصة بالحصول على مقعد جامعي داخل البلد الذي تقيم فيه. وكثيرا ما نجد أن بعض الجامعات تجهز المباني لسكن الطالبات لكي تسهل عليهن الإقامة في جو مريح وعناية مميزة لكي تتوفر الحماية لهذه الطالبة المتغربة.

وهنا يأتي التحدي. كيف أتعامل بمسئولية مع هذه الحرية الجديدة التي أتيحت لي؟ وكيف أتغلب على مشاعر القهر نتيجة الابتعاد عن الحضن الدافئ والبيت العائلي المليء بالحب والرعاية. وأيضا صعوبة المرحلة الجديدة التي تتطلب دراسة وتعبا وجهدا لكي تضمن الفتاة النجاح وتحصيل الهدف الذي تغربت لأجله؟ كل هذه التحديات تواجهها الفتاة في هذه المرحلة من العمر، بالإضافة إلى الاضطراب العاطفي الذي تتسم به هذه المرحلة. والحاجة إلى قبول الجنس الآخر وربما التفكير بالزواج، بعكس مرحلة المراهقة التي تتسم بالعلاقات العابرة والطفولية. 

كيف تواجهين كل هذا وبنفس الوقت تحافظين على اتزان العواطف والفكر؟ هل أنت مستعدة لخوض هذه المعركة لوحدك؟

إليك بعض النصائح التي قد تساعدك على مواجهة هذه المرحلة:
  1. محاولة إيجاد شخصية ناضجة كمشرفة أكاديمية أو أي شخصية قد يضعها الله أمامك لكي تكون كتعويض عن غياب الأهل، بحيث تكون متعقلة وتسدي النصائح المناسبة عند الحاجة إليها. فوجود مثل هذه المرشدة سيعينك كثيرا في حياتك اليومية في الغربة.
  1. من الجميل جدا أن تكوني صداقات مع الشابات اللواتي يشاركنك السكن أو الدراسة. ولكن لا تعتمدي كثيرا على النصائح التي يقدمنها كونهن قليلات خبرة ولسن في وضع أفضل منك.
  1. ابتعدي عن التفكير في الزواج في هذه المرحلة. لأن الحاجة إلى العاطفة التي حرمت منها لابتعادك عن أهلك قد تخدع مشاعرك في اختيار الشخص المناسب وهذا ما يسمونه “حب الحنين إلى الوطن”، حيث أن مشاعرك لا تكون صحيحة تماما وأنت في هذا الوضع.
  1. اكتفي بتكوين صداقات صحيحة ومحترمة مع الجنس الآخر. كي تتيحي لنفسك الفرصة للتعرف على الحياة أكثر والنضوج في تكوين العلاقات الجيدة البعيدة عن العواطف السريعة، فلا مانع من تكوين صداقات بريئة ومثمرة.
  1. ابتعدي قدر الإمكان عن التقليد، فكثير من الأصدقاء يكونون مؤثرين بشكل سلبي ويفرضون عليك عادات معينة. كالتدخين وعدم الانضباط في السلوك، والتسيب نتيجة غياب الرقابة.
  1. تذكري أن هناك من ينتظرك بفارغ الصبر لكي تعودي لبيتك وأنت فخورة بالإنجاز الذي حققته نتيجة هذه الغربة والتعب المتواصل.

يقول الكتاب المقدس "إن أبي وأمي قد تركاني والرب يضمني" (مزمور 27: 10)

وهذه النصيحة الذهبية التي أقدمها لكن فلا يوجد من يعتني بك وبمشاعرك مثل الله الذي يسهر على أولاده. ولكن عليك أن تلجئي إليه ليكون عونك وسندك في كل وقت.