حنَّة 

لم يخِب ظنِّي

معنى اسمِها: مَن تمتَلِك الحنان، لكن أين ستسكبُ هذا الحنانَ، وهي محرومة من الطِّفل الَّذي سينزَعُ عارَها الَّذي ارتبَط بعدمِ الإنجابِ في ذلكَ الزَّمان؟ شعورٌ بالحَيرة، لماذا لا تستطيع أن تمارسَ حقَّها الطَّبيعيَّ؟ لها جسد امرأة كامل، وعندها من العواطف ما يملأ الكَون، فكيف تقف عاجزة؟ 

ليسَت حنَّة وحدها مَن انتَظَرَت، فأنا أمتلك الخِبرة والثَّقافة والعِلم، ولكن لا أستطيع أن أجدَ فُرصَتي في العمل، أعمَل بجِدٍّ واجتِهاد وأنتظر مَن يُقَدِّرني، ولا أجد سوى صدى صوتي وحدي. أمتلك الجمال والشَّخصيَّة الجذَّابَة، ولكن لم أجِدْ من يُغرَم بهذا الكيان. 

اللَّحظات والأيَّام كانت تمُرُّ على حنَّة، وصباح يتلوه صباح، وشهر يمضي ويأتي غيره. وفي ذهنِها: قد يكون هذا هو الشَّهر الَّذي سأسمع فيه الاستجابة، متى سأشعرُ بحركة داخل جسدي تقول: أنا هنا؟

صرخة إلى فوق… واستجابة من فوق…

رجاء الانتظار وفرح الانتِصار  

عطيَّة غير مُتوَقَّعَة، وفرحة غمَرَت قلبها، وفاضَت بها لدرجة أنَّها أرادَت أن تُشاركَ فرحَتَها مع العالم كلِّه بأن قسَّمَت هذه العطيَّة بينها وبين الرَّبِّ وشعبه، واكتفَت بأن تمتلِكَها فقط لمدَّة سنتَين.

إنَّه الطِّفل صموئيل الَّذي نزع الحزن والعار من قلب أمِّه. وهو العطيَّة الَّتي جلَبَت الخير على بيت حنَّة وألقانة زوجها؛ لأنَّ الرَّبَّ عاد وأعطاها بنين وبنات بعد أن أعطَتِ الباكورةَ للرَّبِّ. 

إذًا انتظاري وتوقُّع العطيَّة ليس ببعيد عنِّي، هناك في الأفق ما هو مُعَدٌّ لي، لستُ إلَّا حنَّة هذا العصر.

حكيمة أنتِ وذكيَّة يا حنَّة!

عرفتِ إلى أين تتوجَّهين بطِلبَتِك. لقد أيقنتِ أنَّ هذه العطيَّة لن تأتيَ بمشيئة رجل أو جسد، ولكن هي من يد الصَّانعِ نفسِه. مِن يد مَن يقول: كُن فيكون. ليتَنا نتعَلَّم من حنَّة ونُعَلِّم أجيالَنا أين نذهب عندما نحتاج إلى الفرح والامتلاء. فالعطايا مخزونة لنا ويد الإيمان تفتح الباب وتنهَل منها.