إعداد: نبيلة توفيق
آية التأمل: “هذه وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضا كما أحببتكم” (يوحنا12:15)
إن كلمة المحبة التي تعبر عن أروع المعاني الإنسانية نجدها كثيرا ما تفقد معناها الحقيقي في عالمنا الذي لا يعرف إلا المصلحة الشخصية بعيدا عن أسمى المشاعر… لكن في الحياة المسيحية لم تفقد المحبة يوما معناها إذ هي محبة البذل “ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” (رومية 5: 8), إنها محبة للخطاة.. لأشخاص لا يحبوننا, أو جرحونا وأساءوا التعامل معنا.. محبة لأشخاص تصعب محبتهم ويصعب التعامل معهم… لقد كان اشتياق الرب يسوع وصلاته أن يكون فينا الحب والوحدة “ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به وأكون أنا فيهم” (يوحنا 26:17).
وهنا نتساءل هل كان الرب يسوع يكلف نفسه ويصلي من أجل أمر يصعب تحقيقه؟ وإن أحببنا الذين يحبوننا فأي فضل لنا فالخطاة أيضا يحبون الذين يحبونهم.. إن المحبة الحقيقية تبدأ حين نخترق طبيعتنا الساقطة ونحب أعداءنا ونبارك لاعنينا, ونحسن إلى مبغضينا ونصلي لأجل الذين يسيئون إلينا.. إن الذي يكشف صدق تكريسنا ويضع أساسا لصلواتنا هي المحبة, فهي وحدها التي تغير العالم وتحقق الانتعاش في أرضنا.
نعم سيدي… أعطنا محبة على مثال محبتك.. محبة تتأنى وترفق.. لا تحسد ولا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق إنها محبة لا تسقط أبدا, فنعطي دون أن ننتظر أخذا لنسمو ونرتفع في مركبة الحب النارية التي تحصرنا باسم المسيح.. آمين