أمراض القلب المفيدة

عزيزي القارئ لا تتعجب من هذا العنوان، عندما تقرأ هذه التأملات ستعرف أنه فعلاً توجد أمراض قلب نتمنى أن نصاب بها، ونصلي من كل القلب من أجل ذلك لذا تعال معي لنتأمل هذه القلوب المريضة وصلي معي أن تصيبك. 


أولاً : مرض انكسار القلب – القلب المنكسر 


مزمور 34 : 18 يقول “قريب هو الرب من المنكسري القلوب ويخلص المنسحقي الروح”
إن القلب المنكسر هو القلب المتواضع أمام الله.. صاحب هذا المرض يأتي للرب بتواضع فيأخذ منه البركة، ولعلنا نتذكر أن يعقوب لم يستطع الحصول على البركة إلا عندما انخلع حق فخده، عندما كان يعقوب يحاول أن يأخذ البركة بقوته فشل طوال الليل، ولكن عندما انخلع فخده وانكسر، وقع على الأرض وسجد أمام الله، وعندئذ أصبح ضعيفاً متواضعاً أمام الله، هنا فقط استطاع أن ينال البركة. 


من يصاب بهذا المرض سيجد أن الله قريب منه دائماً لأنه يتكل عليه في كل أمور حياته والله لا يخذل من انكسر وتواضع أمامه وترك نفسه بين يده، فالله وعد بأنه سيكون قريب من صاحب مرض انكسار القلب . 


ثانياً : مرض تضخم القلب  –  القلب الواسع 


كورنثوس الثانية 6 : 11 يقول “فمنا مفتوح إليكم ايها الكورنثيون. قلبنا متسع .”  القلب المتضخم هو القلب المحب، فصاحب هذا المرض يحب من حوله دون تفرقة، قلبه يسع لمحبة الجميع، حيث اتخذ من سيده قدوة له، فالله أحبنا جميعاً ونحن خطاة وبذل ابنه الوحيد لأجلنا. من يصاب بهذا المرض يرضي سيده الذي أوصانا بمحبة الجميع حيث قال: “أحبوا بعضكم بعضاً.” وهل يوجد أروع من أن نرضي من أحبنا وأسلم نفسه لأجلنا؟ 

ثالثاً : مرض وجع القلب – القلب المتألم 


رومية 9 : 2 _ 3 يقول “إن لي حزناً عظيماً ووجعاً في قلبي لا ينقطع. فإني كنت أود لو أكون أنا نفسي محروماً من المسيح لأجل أخوتي انسبائي حسب الجسد.”  القلب المتألم هو القلب الحزين، صاحب هذا المرض يشعر بألم ووجع من أجل أهل بيته الذين يعيشون بعيداً عن المسيح وبعيدون عن الحياة المسيحية الحقيقية، إن إندراوس كان مريضاً بهذا المرض، فعندما تعرف على السيد المسيح ذهب سريعاً لأخيه بطرس وأخذه للمسيح (يوحنا1  :40-41) .  وهذه هيّ إرادة الله أن يكون هو السيد على الأسرة وتكون الأسرة كلها تحت سلطانه.   من يصاب بهذا المرض ينفذ وصية الله التي أوصانا بها …” إن لم يبنِ الرب البيت فباطلاً يتعب البناءون .”

رابعاً : التهاب القلب – القلب الملتهب


لوقا 24 : 32 يقول “فقال بعضهما لبعض ألم يكن قلبنا ملتهباً فينا إذ كان يكلمنا في الطريق ويوضح لنا الكتب.” القلب الملتهب هو القلب الحار، صاحب هذا المرض لا يمكن أن يصاب بالفتور تجاه علاقته بالله فقلبه دائماً مشتعل بمحبة الله ومشتعل في العلاقة مع الله. صاحب هذا المرض يتمتع بحضن الله، حيث يقول الكتاب المقدس في (رؤيا 3 : 15 – 16) “أنا عارف أعمالك انك لست بارداً ولا حاراً. ليتك كنت بارداً أو حاراً. هكذا لانك فاتر ولست بارداً ولا حاراً أنا مزمع أن اتقيأك من فمي” .  فالله لا يحب الفاتر في علاقته به، إما أن يبعد عنه تماماً أو يصاب بمرض التهاب القلب. 

هذه هيّ أربعة أنواع من أمرض القلب … إنها أمراض مفيدة لنا …. هل نصلي معاً الآن أن نصاب بهذه الأمراض ….  يارب …دع قلبي ينكسر أمامك ويتضخم بمحبة الناس ويتألم لبعد أحد أفراد أسرتي عنك وأحاول أن أجعله يقترب منه ويعرفك … ودع قلبي يلتهب في علاقته بك ويلتهب بحبك ويتمتع بحضنك