إعداد: نبيلة توفيق
آية التأمل: “يوقظ لي أذنا لأسمع كالمتعلمين” (أشعيا 4:50)
من أعجب الإمكانيات التي تتمتع بها الأذن هي قدرتها على التدرب على الاستماع لأصوات معينة. فمثلا هناك من يميل للاستماع للموسيقي الكلاسيكية ونجد منزله دائما مليئا بالأصوات الموسيقية الجميلة, بينما يحب آخرون موسيقي الروك الصاخبة. ففي كل من الحالتين حدث اختيار لتتقبلها الآذان. وبنفس الطريقة, نستطيع أن ندرب آذاننا الداخلية لسماع صوت روح الله ونتعلم ضبط آذننا على موجة الله لتكون لدينا القدرة على سماع صوته دون تأثير من الموجات الأخرى المعاكسة, وعندما نسمع وفي داخلنا رغبة في الطاعة. فإن صوت يسوع يحرك مشاعرنا لتنسكب محبته في قلوبنا وتظهر في شكل طاعة وخضوع لشخصه فالطاعة للرب معناها أنني أعيش كلمته وأعمل بها.
وكلما كانت أذاننا مدربة على سماع صوته ازداد فهمنا لما يقوله. ونجد أن الكلمات التي كانت مجرد كلمات عادية في الكتاب المقدس نوافق عليها بعقولنا. تصبح من خلال رغبتنا في الطاعة رسالة شخصية من الرب قادرة على إيقاظ أعمق المشاعر فينا وعلى تحريكنا للطاعة. والكتاب المقدس أعطانا عشرات الأمثلة لشخصيات عاشت حياة الطاعة فكانوا بركة في حياة الآخرين بسبب طاعتهم, فبالإيمان إبراهيم لما دعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي.
إن شخص الرب يسوع كان أعظم مثل لنا فقد أطاع وخضع حتى الموت موت الصليب” ومع كونه ابنا تعلم الطاعة مما تألم به” واليوم الرب يدعونا “لنطهر نفوسنا في طاعة الحق بالروح ومولودين ثانية لا من زرع يفنى بل مما لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد”, فصوته الهادي يكلمنا من خلال كلمته المقدسة فنسمعه يرشدنا: “هذه هي الطريق اسلكوا فيها” (أشعيا 21:30)، “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت له اسمعوا” (متى 5:17).