هل يليق أن نعلم أبنائنا عن الجنس؟

باب: تأثيري في الرحلة

الكاتبة: بسمة قموه

التاريخ: أكتوبر 27, 2025

عن كتاب التربية الجنسية  د.ق صموئيل حبيب- بتصرف

تواجه الأسر مع الانفتاح والتطور العلمي محنة في نضوج الأبناء المبكر وكثرة أسئلتهم الجنسية، ويتردد الأهل في مواجهة بعض الأسئلة، ويسألون: ماذا نقول لأبنائنا؟ هل نعلمهم عن الجنس؟ وفي أي عمر؟ وما هي حدود التعليم؟

إن لتعليم الطفل من طفولته حتى سن المراهقة دورا هاما لا يجوز أن إغفاله أو التقليل من شأنه، خاصة أن وسائل الإعلام والتعليم الحديثة وتناقل المعلومات بين الأقران في المدرسة أو ما يحس به الطفل في أعماقه، قد يدفعه للتجريب دون مبرر. إن الهروب من الحديث عن الجنس أسلوب غير علمي وغير ناضج، فليس من المناسب أن نهرب من مناقشة موضوع حيوي وحساس يمس حياة الإنسان اليومية، فيجب أن تتحدى الدراسة العلمية الخجل.

لقد أحاطت بالجنس مفاهيم خاطئة وأفكار غير علمية، وقد زاد الطين بلة أن البعض أخذوا المفاهيم الخاطئة وصاغوها صياغة دينية، مع أنها لم تكن ذات علاقة بالدين.

إن ما نتحدث عنه ليس الإباحية إنما التربية التي تتضمن ثقافة فكرية. ولكن للبعض آراء مختلفة في هذا الموضوع، ويشجعون حجب المعلومات عن الطفل حتى ولو تساءل عنها وذلك بحجة أن عدم المعرفة يؤمن لهم حياة طاهرة، ولكن الرأي الآخر يقول أن من يظن أن الأطفال لا يستطيعون أن يفهموا يخطئ إلى الأطفال. 

والسر في تحقيق معرفة غير مبتذلة هو معاونة الطفل على فهم الحقائق بأسلوب كريم وبألفاظ محترمة. فنتجنب الصدمة. حيث أن الصدمة التي تنشأ عن الجهل أخطر من الصدمة التي تنشأ عن العلم، فالكثير من الأطفال عندما اكتشفوا نوع العلاقة الجنسية بين والديهم تسائلوا: كيف علموه أن الجنس أمر قذر وفي نفس الوقت هناك علاقة جنسية بين والديهم. ولذلك يحتاج الأهل إلى التربية الجنسية، لكي يكونوا على استعداد أن يفهموا الجنس بمعناه المقدس وأن يحترموه. وأن يشعروا بأن خليقة الله طاهرة ومقدسة، وأن تكون لهم القدرة على الحوار والتحدث المريح الهادئ دون توتر.

ينتج عن التربية الجنسية الصحيحة احترام الطفل لذاته ولجسده ولكل أعضاء جسمه وزيادة ثقته بنفسه، إلى جانب فهمه لدوره في الحياة كذكر أو أنثى، ونتيجة لهذه التربية يزداد احترامه للعلاقة الجنسية التي تربط والديه ببعضهما.

ومن أهداف التربية الجنسية:
  • تقديم الجنس بصورته الصحيحة السليمة. وبذلك يرتفع فكر الطفل لاحترام الخالق، وخططه الرائعة للجنس البشري.
  • تساعد التربية الجنسية الصحيحة الطفل على احترام وتقدير كل أعضاء جسمه وبذلك يدرك أن كل أعضاءه ذات قيمة مهما كانت وظيفتها.
  • تعد التربية الجنسية الصحيحة الطفل نفسيا للتغيرات التي ستطرأ على جسمه في مرحلة المراهقة،. فتستعد الفتاة لمرحلة البلوغ ونمو النهدين وحالة الحيض، وكذلك يستعد الفتى لحالات التغيير التي تطرأ على جسمه. كنمو الشعر في كافة مناطق الجسم وتغير الصوت، وهذا يساعده على تجنب الصدمة العنيفة أو أي غموض قد يسبب له الحيرة.
  • تساعد الطفل على تقبل نوعه واعتزازه به. فالطفلة تفتخر بأنوثتها، والطفل يفخر بذكورته. فإن رضى الإنسان عن نوعه يساعده على النمو السوي.
  • يتولد لدى الطفل احترام وتقديس للجنس. وتقدير ميزة الحياة الجنسية، كهبة أعطاها الله للإنسان.
بالإضافة الى:
  • يستريح الطفل لدى حصوله على المعلومات من والديه ولا يسعى للحصول عليها من مصادر أخرى والتي قد تكون غير لائقة وضارة، ودلت الدراسات على أن توفير الثقافة الجنسية للطفل تقلل من حاجته إلى التحدث عن الجنس، أو اللعب المصطنع بالأعضاء الجنسية. كما ويساعده على التكيف مع الغير وبناء علاقات سليمة مع الجنس الآخر، وبناء شخصيته المستقلة.
  • تعاون التربية الجنسية الطفل وتعده للزواج إعدادا صحيحا حينما يصبح شابا. فكم من حالات زواج فشلت نتيجة جهل الزوجين في هذا الموضوع.
  • تعريف الطفل على العلاقات المشروعة وغير المشروعة، والنتائج المترتبة على ذلك مثل الحمل غير المشروع، ويجعل الشاب في المستقبل يمتنع عن ممارسة الجنس خارج إطار الزواج ليس لخوف أو تهديد، بل نتيجة ثقافة صحيحة بعيدة عن الكبت.
  • إن التربية الجنسية الروحية تساعد الإنسان على إيجاد الصلاح والفضيلة، وبذر بذور الإنسانية الكريمة.
  • إن التربية الجنسية ليست محاضرة أو نصائح، بل هي نموذج متدرج في الحياة يشمل النمو في المعرفة والاختبار. كما أنها تعاون على إشباع الفضول وحب الاستطلاع بأسس منظمة وهادفة.

انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#أطفال #الكتاب المقدس #بلشي من هون #جنس