إله أليشع شفاني

ملوك الثاني 5: 1-19

كنتُ قائدًا لجيش ملك آرام (أرامُ مملكة كانت تقع على أجزاء من أراضي سورية، تركيا، العراق ولبنان). وكان سيِّدي يُحبني جدًّا وكلمتي مسموعة لديه. سبق وحقَّقتُ له انتصاراتٍ عظيمة في حروب كثيرها خضتها.

وفجأة أحسستُ بألمٍ شديدٍ وحكةٍ في كل أنحاء جسمي، وابتدأ اللحمُ يتساقطُ عن جسمي، وابتدأ يكون لجسمي رائحة كريهة جدًا. حاولت مع أطباء كثيرين، ولم أترك وصفةً إلا وجرَّبتُها من دون جدوى. وفي حيرتي ومخاوف الموت الذي كان يُطِلُّ برأسه عليَّ، أصبتُ بإحباطٍ شديد. فلديَّ الأموالُ والجاه وكلُّ ما أريدُه وأتمناه، لكن ما نفعها وأنا أذوي يومًا بعد يوم؟

ذاتَ يومٍ…

جاءت إليَّ زوجتي راكضةً، وقالت: عندي لك أخبارٌ سارةٌ يا نعمان: الجارية اليهودية التي تعملُ لدينا مستاءةٌ جدًّا لأجل وضعك الصحي. وهي تمنَّت لو أنك تستطيع أن تذهبَ إلى نبيٍّ من أنبياء اليهود يعيش في السّامرة، وهي تؤكِّد أنه قادرٌ أن يشفيك.

نهضتُ عن مقعدي غير مصدِّقٍ، وخرجتُ بسرعة إلى سيدي ملك آرام، دخلتُ عليه وقلتُ له ما قالت الجارية. قال لي الملكُ: “اذهب بسرعة ولا تتوانَ”. جهَّزتُ هدايا وعطايا معي. وأعطاني سيدي الملك كتابًا لملك إسرائيل يأمره بشفائي.

انطلقتُ بسرعةٍ إلى مملكة إسرائيل ترافقني مركباتٌ وخيول من جنودي. وصلنا إلى القصر فاستقبلَنا ملك إسرائيل وسلَّمته الرسالة. ولما قرأها مزَّق ثيابه، وقال: “هل أنا الله لكي أُميتَ وأحيي، حتى إنَّ هذا يُرسلَ إليَّ أن أشفي رجلًا من برَصه؟” 

سمع النبي أليشع بما فعله ملك إسرائيل، فغضب وقال للملك، أرسل إليَّ قائد جيش آرام.

وفعلًا ذهبنا ووقفنا أمام باب بيت أليشع منتظرين أن يخرج إلينا ويُعطينا التعليمات، يصلِّي بعض الصلوات. يضع يده على جسدي، إلى ما غير ذلك من الطقوس. لكنَّ ذلك لم يحدث أبدًا. حيث أرسل إلينا النبيُّ رسولًا يطلب إليَّ أن أذهب وأغتسل سبع مرّات في نهر الأردن فيرجع إليَّ لحمي وأطهُر.

غضبتُ جدًّا من تصرُّف النبي الذي لم يكلِّفَ خاطره أبدًا ويخرج إلينا ويدعو باسم إلهه، وهممتُ بالرجوع إلى آرام. فإذا كان الموضوع موضوع اغتسالٍ، فالنهران اللذان في دمشق أنقى بكثيرٍ من مياه نهر الأردن المليئة بالطين.

دنا مني عبيدي الذين جاءوا معي وبكلٍ وقار قالوا لي: “يا أبانا، لو قال لك النبي أمرًا عظيمًا، أما كنت تعمله، فكم بالحري إذا قال لك اغتسل وأطهر؟” بالفعل إنَّ رأيهم كان صائبًا، ماذا سأخسرُ لو فعلتُ؟ نزلتُ إلى الماء وغطستُ ثم رفعتُ رأسي وغطست ثانية، لا بدَّ أن عبيدي الَّذين يراقبون يعدّون هم أيضًا. وأكملت سبع غطساتٍ كما أمرني أليشع وبعد أن رفعتُ رأسي في المرة السابعةِ، رجعَ لحمي كلحمِ صبيٍّ صغير وطهُرتُ.

رجعتُ إلى بيت النبي مع كل الجيش الذي كان معي. وأعلنتُ بملء الفم أنه لا يوجد إله في كل الأرض إلا في إسرائيل. قدَّمتُ الهدايا والعطايا التي أحضرتها معي إلى النبي أليشع، لكنه رفض بإصرارٍ أن يأخذَ أيَّ شيء.

كلمة لكِ

لم يتمَّ شفائي من البرص بسبب المياه، فمياه أنهار دمشق أنقى منها بدرجات، ولم يتمَّ شفائي بسبب تعاويذ ودعوات تلاها ساحر، لقد حدثت المعجزةُ بسبب طاعتي لإله السماء.

أطيعي الرب وافعلي ما يطلبه منكِ. لا تناقشي ولا تجادلي، لا تضعي شروطًا لكي تطيعي.    البركات في حياتك مرهونة بطاعة الرب. أطيعي!

انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.