قائد المئة

باب: تأثيري في الرحلة

الكاتب: معاوية هلسة

التاريخ: يونيو 21, 2024

قُلْ كلمة

إنجيل لوقا 7: 1-10

لم أكن أعلم أنَّ حالة عبدي المريض سوف تسوء ليُصبح على حافة الموت. أحسستُ بأنَّ الدنيا تُظلم في وجهي. فها أكثر عبيدي أمانة وطيبة على وشك أن يفارقني إلى الأبد. سمع شيوخ اليهود بمقدار الألم الذي يعتصرُني، فأخبروني عن يسوع والمعجزات الخارقة التي عملها. تردَّدتُ، خفتُ أن يرفض التدخل؛ فأنا رومانيٌّ وهو يهوديٌّ.

مشاعر مختلطة انتابتني وحالة عبدي المريض تزداد سوءًا، وكغريق يتعلَّق بقشَّة، فطلبت الى الشيوخ أن يطلبوا الى يسوع أن يأتي ويشفي عبدي، كنتُ شبه متأكِّد أنه لن يأتي. ذهب شيوخ اليهود إلى يسوع وطلبوا إليه أن يأتي ويشفي العبد المريض، لم يتردَّد يسوع ولم يتأخَّر. هل كان يُدرك حجم معاناتي؟ هل يعرف أنني روماني؟ كيف أقنعَه شيوخ اليهود؟ ماذا قالوا له؟ ومرَّ وقت قصير لكنه كان دهرًا من الانتظار والخوف، وإذا بي أسمع ضجيجًا، صوتَ جمهور كثيرٍ، خرجت من البيت لأنظر وإذا بأحد الشيوخ يُخبرني أنَّ يسوع قادم الى بيتي. أحسستُ بالخوف والرهبة، إلى بيتي أنا؟

مَن أكون أنا؟ لا لستُ أرغب أن يأتي. وعبدي المريض؟ أما طلبته أنا أن يأتي؟

أعرف ماذا سأفعل، دعوت اثنَين من أصدقائي، وقلت لهم: قولوا ليسوع: يا سيد لا تُتعِب نفسك! أنا لا أستحقُّ أن تأتي الى بيتي وهذا سبب عدم مجيئي إليك. فأنا أؤمن أنه بكلمة واحدة منك سوف يُشفى غلامي، قُلها فقط، وأنا أفهم معنى السلطة وأنا أمارسها باستمرار مع جنودي. أنا أُعطِيتُ هذه السلطة وأمارسها. أؤمن يا سيد أنَّ لديك السُّلطان على المرض والموت، مارِس سلطانكَ يا سيِّد!

وفجأة سمعت صوتًا يناديني، استدرتُ ناحية الصوت ولم أصدِّق ما رأته عيناي، إنه عبدي الذي كان على حافة الموت نهض سليمًا. وهل فعلًا قال يسوع كلمةً كما طلبتُ منه؟

أسئلة كثيرة تداعَت إلى رأسي ولم يُوقف تدفُّقها وذهولي إلا قدوم الأصدقاء الذين أرسلتُهم إلى يسوع، حيث أخبروني أنَّ يسوع تعجَّب من إيماني ومدحه. إيماني أنا؟ أنا أعلنتُ عدم استحقاقي، وأعلنتُ أنني أثق بقدرة يسوع على شفاء عبدي لو أراد. أهذا هو الإيمان؟

كلمة لكِ

لدينا مفهوم خاطئ عن طبيعة العلاقة مع الله. نظنُّ أنَّ الله يُحِبُّ أن يكافئنا على إيماننا، وخدمتنا، وعملنا لأجله. أدعوكِ أن تغيِّري هذا الفكر. أعلني عدم استحقاقك، ثقي في نعمته وسلطانه ومحبَّته. ثقي أنه قادر أن يسدِّد احتياجك بحسب غناه في المجد، لا بحسب استحقاقك.

اقرأي معنا ايضاً قصة تيموثاوس وتعرّفي هلى هذه الشخصية.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#الكتاب المقدس #بلشي من هون #شخصيات #قائد المئة