تيموثاوس
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتب: معاوية هلسة
التاريخ: مايو 9, 2024
الابن الصريح في المسيح
رسالة بولس الرسول الأولى والثانية إلى تيموثاوس
قليلون هم الذين توفَّرت لهم الفرصة التي أُتيحت لي، فقد نشأتُ في بيتٍ يملأ جنباته الإيمان بالرب يسوع المسيح. فمع أنَّ والدي يونانيّ، إلا أنه لم يكن يقاوم حياة الايمان التي بثها في بيتنا جدتي لوئيس وأمي أفنيكي. لقد رضعتُ كلمة الرب “منذ الطفوليَّة” كما قال الرسول بولس مرشدي ومعلِّمي، حيثُ أنني كنتُ أعرف أسفار العهد القديم المقدسة. تعلّمتُ أن أكون ملتصقًا بالرب منذ مرحلة الشباب المبكِّرة، وبسبب تكريسي للرب، أطلقَ عليَّ المؤمنون لقب “تلميذ”.
لم تكن هذه فرصتي الوحيدة الرائعة، ففي أحد الأيام، جاء إلى مدينة لسترة حيث نسكنُ الرسول بولس (أعمال الرسل 16)، وهو قد سبق وتعرَّض لاضطهادات شديدة في هذه المدينة من قبل (أعمال الرسل 14). لكنه جاء هذه المرَّة إلى بيتنا، وعرض أن أرافقه هو وسيلا في خدمة الرب وتأسيس كنائس جديدة. فرحتُ جدًّا بالدعوة، ولكنني كنتُ متردِّدًا في الذهاب إلى المجهول بالنسبة إلي، لكنني وجدتُ تشجيعًا كبيرًا من والدتي والإخوة.
كان الرسول بولس ثاقب الرؤية، مكرَّسًا بطريقة خارقة للرب وعمله.
لذلك طلبَ إليَّ أن يختنني؛ لأنني لم أكن مختونًا كوني يونانيَّ الجنسية بحسب والدي. استغربتُ طلبه، فأنا انضممتُ إليه وسيلا لنذهب إلى المدن التي يوجد فيها مؤمنون من غير اليهود، نخبرهم أنَّ الكنيسة في أورشليم، برسلها والمشايخ. قد قررَّتْ أنَّ المؤمنين غير اليهود غير ملزَمين بأن يختتنوا، لكنَّ الرسول بولس أفهمني أنَّ هذه ضرورة وحكمة ما دمنا نخدمُ بين اليهود، لئلا يرفضوني كوني غير مختون.
اتَّسمَتْ حياتي في الخدمة مع الرسول بولس بالحركة المستمرَّة والتدريب الدائم. في بداية خدمتي للرب مع الرسول بولس، أحسَسْتُ بأنَّه يعاملني كأب لي. فكثيرًا ما كان يدعوني “يا ابني”، بل إنه في رسالته الأولى لي دعاني “الابن الصريح في الإيمان”، وفي رسالته الثانية دعاني “الابن الحبيب”. لقد أراد فعلًا أن يأخذ دور الأب لي، يُرشدني، يحميني، يثق بي. لكنَّ الرسول بولس لم يكتفِ بدور الأب فقط، بل انتقل إلى المرحلة الثانية في علاقتي معه. حيث أنَّه فتح قلبه لي وعاش حياةً شفّافة كقدوة لي. لقد عرفتُ وتبعتُ تعليمه، سيرته، قصده، إيمانه، أناته، محبته، صبره، اضطهاداته وآلامه، وعرفتُ أنَّ مَن يريد أن يعيش في تقوى الله سوف يُضطَهَد (2 تيموثاوس 3: 10-12).
تعلّمتُ الكثير من معلِّمي بولس، ليس فقط بالكلام، لكن بالمثال الحيِّ والقدوة.
لقد نمَتْ علاقتي بمعلِّمي الرسول بولس، فمن ابنٍ إلى خادمٍ تحت التدريب، إلى أن أصبحتُ أرى كيف كان يعتبرني شريكًا له في الخدمة. ففي أكثر من رسالةٍ من الرسائل التي كتبها إلى الكنائس، كان يُضيفُ اسمي إلى قائمة الخدّام في بداية الرسالة. عندما كتبَ رسالته إلى كنيسة الرب في روما، وصفَني بأنني “العامل معه” (رومية 16: 21).
وعندما كتب الرسول بولس رسالته إلى أهل فيلبي، أخبرهم بأنه سيُرسلني لزيارتهم لكي أعود وأطمئنه عن أحوال الكنيسة.
لقد تركني في مدينة أفسس لكي أرعى الكنيسة، مع علمه بأنني شابٌ صغير السنّ. لكنه كان يثق بي أنني قادرٌ على القيام بهذه الخدمة. ولكي يشجِّعني، طلب أن لا أدعَ الآخرين يحكمون عليَّ بناءً على سنوات عمري القليلة، بل أن أكون قدوةً لجميع المؤمنين في نواحٍ عديدة.
أنا مديون للرب لأجل بيئة بيتي التي ترَعرعتُ فيها منذ طفولتي، والفضل يعود إلى جدتي ووالدتي اللتين زرعتا كلمة الرب في حياتي، لكنني أيضًا مديون لخادم الرب الأمين الذي درَّبَني واستثمر بي.
كلمة لكِ
مثلما تهتمّين بتقديم الطعام الصحي والنافع لأطفالك. وكما تحرصين على الاهتمام بدراستهم ومستقبلهم، اهتمّي أن تزرعي كلمة الله في حياتهم “منذ الطفوليَّة”. كوني كأمي أفنيكي: علِّمي أبناءك كلمة الرب واجعلي بيتكِ ممتلئًا بالإيمان. ولكنَّ الأهم من كل ذلك هو أن تكوني كبولس، تعيشين حياتك قدوة لأولادك.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.