العذراء مريم القديسة
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتبة: ناهدة قعوار
التاريخ: يوليو 14, 2025
سألت نفسي يوما ماذا أستطيع أن أتعلم من العذراء مريم، بعد أن تأملت بحياتها. فوجدت الكثير من التعاليم الصالحة. فقلت: ماذا عن نساء هذا العصر؟ جدّات وأمهات وشابات وصبايا هل يستطعن التأمل بحياتها والتعلم من مزاياها المباركة.
العذراء القديسة امتازت بين جميع النساء. لقد اختارها الله لتكون أمّ لابنه الرب يسوع المتجسد. كانت مؤمنة مصلية تسبح الله وتعيش بحسب وصاياه. امتازت بالطاعة والتواضع والبساطة. قبلت ارادة الله لحياتها اذ أجابت الملاك: . ها أنا أمة للرب فليكن لي حسب قولك. وثم أنشدت قائلة: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي. ماذا نفهم من كلامها الموزون؟
أنها لم ترفع نفسها على من هو أعظم منها. بل كانسان احتاجت الله مخلصا لها حين قالت بكل وضوح (( الله مخلصي)) وأيضا قالت: تطوّبني جميع الأجيال.” يوحنا 1: 46- 48″ لم ولن تقل تعبدني جميع الأجيال.
ولم تقبل يوما أن تقود وليدها يسوع الذي حملته قي بطنها وأرضعته وربته أو تسيّره بآرائها البشرية بصفتها أمه. ولم تتعدى على منزلته بل علمت وأيقنت أنه هو الله المتجسد وهي انسانة مولودة من أب وأم. وعرفت مركزها بالمسيح أنها والدة أرضية له، وأنها ليست اله يعبد. واجتازت مراحل حياتها وتحملت أمورا كثيرة حفظتها في فلبها. وجاز سيف في نفسها حين رأت وليدها معلقا على الصليب.
لو قارنا سلوكها مع سلوكنا لوجدنا فيها سلوكا مميزا وفرقا شاسعا.. لم تجذبها حرية العالم المؤقتة. بل تحررت وتمسكت بالله الحيّ وآمنت الايمان الصادق الذي ظهر في حياتها وكلامها وتصرفاتها. لقد تحلّت بكلمة الله ووثقت بوعوده بكل قبول وتواضع واحترام وايمان مما أعطاها لقبا خاصا ( القديسة ) ونصيبا سماويا. فهي لم ترضى أن نعبدها أو نصلي لها أو نتشفع بها لأن الشفاعة فقط للمسيح الحي الجالس على يمين الآب. هو يشفع فينا. هو أرسل الروح القدوس ليسكن في كل مؤمن ليعلمه ويرشده ويقويه.
فالعبادة فقط لله الواحد ذو الأقانيم الثلاثة ( الآب والابن والروح القدس.) ذو الصفات والامتيازات الالهية.
العذراء مريم هي أفضل أم وأحكم زوجة وأعظم معلمة. مع أنها لم تكن غنيّة ولا ثرية ولا مثقفة بالثقافة العالمية. فهي لم تتصرف بتقليد الناس في تلك الأيام. بل حافظت على أخلاقها وبساطة ملابسها وسكنها وقوتها. فلم يحوجها الله لشيء بل اعتنى بها كل أيامها. حتى أن الرب يسوع بينما كان على الصليب أعطاها ابنا لتكون أما له. أوصى بها يوحنا. فخضعت بكل تواضع وقبول. لذلك ان أردنا أن نرضيها ونفرّح قلبها ونقدسها، دعونا نتعلم منها البساطة والاتضاع. ونتمسك بالايمان الحسن الحقيقي بالله وحده.
لنعود الى الماضي ونجعل العذراء مريم مثالنا. لنتخيّل أنها تعيش هذا الزمن المتحضر، زمن العولمة والعلم. زمن الحروب والدمار. الذي سلب الانسان قيمته. زمن الشر والقباحة. زمن الكبرياء والبغضة. فأصبحت مغريات العالم تعمي الأبصار. فهل تتخلى العذراء عن طبيعتها وايمانها ومكانتها أمام الله القدوس وأمام الناس؟ وهل تتسم بحياة الفساد والحرية المزيفة التي تشوه القلب والفكر؟ أم تضع في قلبها الحسد والكبرياء؟
ان سيدات هذا العصر يتسابقن بالموضة الفاضحة والتصرفات التي لا تليق بنساء مؤمنات قديسات.
يقلدن حرية السلوك الغير موزون والفكر البطال والتقليد الأعمى. فلذلك لا يدعون قديسات. وعلينا ألاّ نظن أن الماضي يختلف عن الزمن الحاضر. بل كانت الحرية الفاضحة والخطية المشينة منذ البدء. الاّ أن العذراء ومثيلاتها لم يسرن كذلك بل تمسكن بكلمة الله وتحلين بالطهارة والوقار. فبذلك ولذلك نحن لن نرضي العذراء ولا الله. ليتنا يا أخواتي نتمسك بالحسن ونسعى الى الكمال الروحي ونحيا حياة القداسة. نعبد الله الحي وحده. ونثق أن الوسيط الوحيد المكتوب عنه بالانجيل هو الرب يسوع المسيح الذي مات عنا وغسلنا بدمه الطاهر وفتح لنا باب السماء لنحيا معه في الأبدية. فالرب يسوع هو وسيطنا الوحيد له المجد. مكتوب في سفر “أعمال الرسل 4: 12”
( وليس بأحد غيره الخلاص لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص) فبهذا نرضي الله والعذراء ونكون قديسين لأن أبانا قدوس. وسنال منه البركة الأبدية.
اقرأي معنا ايضاً: كيف يتعارض طريقك مع مسار العذراء مريم؟
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.