الزواج الأصلي
باب: نموي في الرحلة
الكاتبة: هالة حدادين
التاريخ: مارس 28, 2024
تقول روث بيلي غراهام “حان الأوان للمسيحيين أن يعيدوا التفكير بخصوص موقفهم من الزواج والعائلة في ضوء الكتاب المقدس. حان الوقت للنساء والمسيحيات بالذات وفي ضوء التأكيد الجديد على تحرر النساء أن يعدن تقييم دورهن”.
الزواج هو وصية من الله، مكتوب في (أمثال 18: 22) “من يجد زوجة يجد خيراً وينال رضى من الرب”.
أصل وطبيعة الزواج:
الزواج هو خطة الله للجنس البشري. وقدأخذ الله المبادرة في جمع الرجل والمرأة في أول علاقة مقدسة. وفي (تكوين 2 : 18 – 25) نرى المعنى الصحيح للزواج الأصلي. فالله قال: “ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره”.. وضح الله أن الرجل محتاج إلى معين وعبارة “معينا نظيره” لا تعني نائباً أو مساعدة كما في منصب مساعد المدير، بل القصد هنا أن المرأة تكمل الرجل، فالزوجة هي الرفيق الكفء في القيمة والمنزلة. وفي (تكوين 1 : 26 – 27) قال الله: “نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم”. هذه إشارة إلى الحالة الممجدة للرجل والمرأة أي حالة القداسة.
ترتيب الأدوار:
أما الترتيب في الخليقة هنا فهو أن الرجل هو الأول: ففي (1 كورنثوس 11: 8 – 12) يؤكد الرسول بولس أن المرأة خلقت من الرجل. وجاء في (تكوين 2 : 21) أن الله “أوقع سباتا على آدم فنام. فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى الرب الإله الضلع التي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم. فقال آدم هذه الآن عظم من عظامي ولحم من لحمي. هذه تدعى امرأة لأنها من امرء أخذت. لذلك يترك الرجل أباه وامه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدا واحدا. وكانا كلاهما عريانين آدم وامرأته وهما لا يخجلان”. وهذا يشير إلى البراءة والارتياح بينهما جسدياً، ولكن يا للأسف ماذا حصل في هذه العلاقة البريئة المقدسة؟ لقد شوهتها الخطيئة. إن الخطيئة تسبب حواجز بين الإنسان وبين الله وحواجز بين الرجل والمرأة.
نستطيع أن نلخص المبادئ التي وضعها الله للزواج:
- المرأة خلقت من أجل الرجل: هذا يشير إلى السلطة في ترتيب الأدوار. كما يشير إلى أن كل واحد مستقل عن الآخر، وأن الكل خاضع لله.
- الترك: إن قصد الله هو أن يترك الرجل الوالدين ليكون مع امرأته، ليس المقصود هنا إهمال الوالدين، بل الترك النفسي بمعنى أنه الآن لديه مسئولية جديدة، فالعلاقة بين الرجل والمرأة يجب أن تكون أقوى من علاقة الدم.
- الوحدة: فهي الهدف للعلاقة بين الرجل والمرأة ولا مجال للطلاق، “فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان”، ويشير في هذه العلاقة إلى الوحدة بين المسيح والكنيسة. ففي رسالة بولس إلى أهل أفسس يوضح القصد الإلهي بأن هذه العلاقة في مقصد الله هي أن تكون العلاقة بين الرجل والمرأة بلا خجل.
- الالتصاق: تشير إلى الرباط الموحد، وهو في نظر الله التزام من كل القلب ليس فقط اللقاء الجنسي بل المعنى هو العطاء الكلي وليس الجسم فقط. فالعلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة هي التزام كامل وليس مؤقتاً. بل نمو مستمر في المحبة والعلاقة الزوجية لا يمكن فصلها عن الاستقامة. والاستقامة تعني الإخلاص والكمال والطيبة والنقاء والفضيلة. هكذا أراد الله أن تكون علاقة الزواج يمارس فيها الالتزام والاستقامة.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.