الرعاة في الميلاد
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتبة: أمل الغاوي
التاريخ: ديسمبر 5, 2024
لو 2: 8 – 15
وكان في تلك الكورة رعاة متبدِّين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم . 9وإذا ملاك الرب وقف بهم و مجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفاً عظيماً 10 فقال لهم الملاك: لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب 11 أنّه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب 12 و هذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمًطاً مضجعاً في مذود 13 و ظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبّحين الله و قائلين 14 المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام و بالناس المسرة 15 ولمّا مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرجال الرعاة بعضهم لبعض: لنذهب الآن الى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب.
لقد وصل ابن الله إلى الأرض، وها السماء تُعلن لسكان الأرض هذا الخبر العظيم؛ ميلاد المسيح.
فمَنْ الذين وقع عليهم اختيار السماء لإبلاغهم هذا النبأ العظيم؟ إنهم قوم من البسطاء، رعاة متبدّون يحرسون حراسات الليل على رعيّتهم. لكنّ الله لا يأخذ بالوجوه، بل هو يعطي نعمة للمتّضعين ويُحبّ المستقيمي القلوب. لهذا لم تتّجه السماء بالبشرى إلى رؤساء الكهنة الذين في أورشليم، ولا إلى أحد من عُلية القوم هناك. بل إلى قوم مُزدَرَى، لا وزن لهم ولا تقدير عند العظماء. وهكذا، فإنّ الله يختار جهّال العالم ليُخزي الحكماء، ويختار ضعفاء العالم ليُخزي الأقوياء، ويختار الله أدنياء العالم والمزدرَى وغير الموجود ليُبطل الموجود ( 1كو 1: 27 ، 28).
- ليس غريباً أن يكون اللقاء الأول للسماء يوم ميلاد المسيح مع رعاة.. فالمسيح هو الراعي الصالح (يو 10 : 11) ورئيس الرعاة (1بط 5: 4)، لذلك دعا الرعاة إلى لقائه، هؤلاء الرعاة رمز للرعاة الساهرين على رعية الرب، وتميّز هؤلاء الرعاة بعدة صفات:
1- البساطة:
كان اللقاء مع رعاة يرعون فى البادية ويبيتون فى الصحراء، فكانت هذه النفوس البسيطة هي أوّل من يتلقّى بشرى الميلاد، فالقلب البسيط يسمع ويُصدّق ” الرب حافظ البسطاء ” (مز116 :6 ) ” لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء أولاد الله بلا عيب فى وسط جيل معوجّ وملتوٍ، تضيئون بينهم كأنوار فى العالم ” (في2 :15 )
2- السهر:
من صفات الراعي أن يكون ساهراً ” كن ساهراً ” (رؤ3: 2)، فالسهر من صفات الرعاة الذين يحرسون الخراف التى جاءت من الأمم فى حظيرة الرب فلا تهاجمها الوحوش… كم نحتاج إلى السهر واليقظة الروحية فى حراسة أفكارنا وقلوبنا، فلا نحيد عن الرب أو ننام فى الخطية. “….فاسهروا على أنفسكم وعلى الرعيّة التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي اكتسبها بدمه (دم المسيح).” (أعمال 20:28 )
3- الأمانة :
من السمات الأساسية للراعي الأمانة التى بدونها تضِلّ الرعية، لذلك سهروا على رعيّتهم وجاهدوا من أجلهم والراعي الأمين كثير البركات “الرجل الأمين كثير البركات” (أم28: 20)، وكانوا أمناء فى نقل كلام الملائكة وأخبروا بالكلام الذي قيل عن الصبي، وكل الذين سمعوا تعجّبوا ممّا قيل لهم من الرعاة (لو2 : 17 – 18).
4- الإيمان:
أسرع الرعاة فى البحث عن يسوع بلا تراخٍ، فقد آمن الرعاة بكلمات الملاك وتشاوروا فيما بينهم وقالوا: لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب. فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعاً.
5- الطاعة :
من أبرز سمات هؤلاء الرعاة والتي تجلّت فى سلوكهم، إذ حين مضت عنهم الملائكة إلى السماء، قال الرجال بعضهم لبعض: لنذهب الان وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب، وجاءوا للطفل يسوع ففرحوا ورجعوا يمجّدون الله ويسبّحونه على كلّ ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم.
6- الحنان مع الحزم:
- أش 11: 40 “يرعى قطعانه كالراعي ويجمع صغارها بذراعه، يحملها حملاً في حضنه ويقود مرضعاتها على مهل. ولكن عندما تميل عن الطريق يمدّ عصاه ويجرّها لتمشي مع القطيع.”
7- يعرف خاصّته:
- يو 11: 10 : “أنا الراعي الصالح، أعرف خرافي وخرافي تعرفني.
8- يضحّي بنفسه من أجل الخراف :
- يو 11: 10 “أنا الراعي الصالح، والراعي الصالح يضحّي بحياته في سبيل الخراف. هكذا أحبّ الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.”
9- يُشبع الخراف ويرويها:
– وأيضاً من واجبات الرّعاة هو أن يُغذّوا المؤمنين بكلمة الله وبالحق الإلهيّ، وأن يُجسِّدوا هذا الحقّ في حياتهم ويعيشوه.
10- يعيشون قدوة للخراف:
- فواجب الرعاة (الصالحين) هو أن يكونوا قدوة يقتدون براعيهم الصالح يسوع المسيح الذي هو المثل الأعلى لهم لمحبّته التي تتوّجت ببذل نفسه من أجل شعبه، فكما أنّ الربّ يرعى شعبه هكذا الرعاة عليهم أن يرعَوا المؤمنين ويسهروا عليهم.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.