الثقة الكاملة بالرب

باب: نموي في الرحلة

الكاتب: وائل عطية

التاريخ: فبراير 15, 2025

إن كاتب المزامير يعلن لنا عن السر وراء الحياة المملوءة بالفرح كما في (مزمور 89 :15) “طوبى للشعب العارفين الهتاف يا رب بنور وجهك يسلكون”. والمعنى العبري لهذه الآية يوضح لنا أن هؤلاء الذين يدركون معنى الهتاف سوف يستيقظون كل يوم في سلام وقوة وسعادة وحياتهم سوف تمتلئ بالفرح.

ويخبرنا كاتب المزمور أن هناك نوعا من الحياة له قوة، خاصة وهو الأساس للحياة المنتصرة وإنك إذا أدركت هذا النوع من الهتاف سوف تتغيرين من مجد إلى مجد. فكل الذين يعرفون معنى صوت الهتاف يعيشون مطمئنين ويتزايد إحساسهم بالأمان، يقهرون الحزن والاكتئاب حتى إذا حاربهم إبليس تظل قلوبهم ثابتة وفي راحة، والسبب هو أن الروح القدس قد كشف لهم المعنى الحقيقي العميق وراء الهتاف.  ولكن ما هو الهتاف؟

الهتاف الذي يذكره كاتب (مزمور 89) هو إعلان قوي مبني على سنة اليوبيل عند اليهود:

نقرأ في سفر (لاويين 25) عند احتفال اليهود بسنة اليوبيل، وقد بدأ هذا عندما أمر الرب شعب إسرائيل بأن يريحوا الأرض من الزراعة لمدة سنة كل سبع سنوات، وتكون السنة السابعة كيوم السبت فيها تحرث الأرض مرة واحدة ثم تترك لتستريح بقية السنة وخلال هذه السنة لا يزرع أحد أو يحصد أو يجني ثمارا من أي نوع. 

وفي (لاويين 25 : 3 – 4) نرى الله وقد  أوقف كل أنشطة الزراعة لمدة سنة كاملة وهذا يعني أن شعب إسرائيل سوف يعيش سنة كاملة بدون محصول وبدون دخل، وسيضعون حياتهم بالكامل بين يدي الله واثقين فيه ليسدد كل احتياجاتهم. وهذا بالطبع يتطلب الكثير من الإيمان. فلمدة سنة كاملة لن يكون هناك أي إمداد بالمحصول أو الطعام للشعب وللحيوانات، ولن يكون هناك أي عمل للفلاحين أو الكرامين. وأنا أعتقد أن معظم المؤمنين سيرتعبون إذا اجتازوا فقط في أسبوع واحد من هذه السنة. وبالطبع قد تعجب شعب إسرائيل من هذه الشريعة قائلين “ماذا سنأكل في هذه السنة وكيف سنطعم أفراد عائلاتنا وأغنامنا. وهل سنقف صامتين أمام أطفالنا الجائعين”؟

ولكن الله كان له قصد واضح عندما أمر بسنة راحة للأرض وهو لكي يعلن ويظهر عن أمانتـه لشعبه.

وفي (لاويين 25 :20 – 21) يقول الإله: “وإذا قلتم ماذا نأكل في السنة السابعة إن لم نزرع ولم نجمع غلتنا.  فإني آمر ببركتي لكم في السنة السادسة فتعمل غلة لثلاث سنين”. يا له من وعد مبارك أن الله يعد شعبه بأن يعطيهم حصاد ثلاث سنين في سنة واحدة وكأن الرب يقول لهم: إذا أخذتم خطوة إيمان ووضعتم ثقتكم في، فإني أعطيكم حصاد السنة السادسة ليكفيكم لمدة ثلاث سنوات .وفي عدد 25 من نفـس الاصحاح يقول الرب الإله: “إذا افتقر أخوك فباع من ملكه يأتي وليه الأقرب إليه ويفك مبيع أخيه”.

إنني أؤمن أن الله يريد أن يعلن لنا شيئاً في غاية الأهمية وهو أنه مهما كانت صعوبة ظروفنا فالرب يستطيع أن يسدد إحتياجات من يثقون فيه.

فعندما سار شعب إسرائيل في البرية لم يكن هناك سوق لبيع الطعام أو محلات لبيع البقالة، ولم يكن هناك أي أرض خضراء مزروعة أمامهم وسط هذه الصحراء، ولكن الله أمطر عليهم المن من السماء ليصنعوا خبزا، ثم أرسل لهم طيور السلوى ليأكلوا لحما. وأخرج من الصخر ماء ليرويهم، وحفظ لهم ثيابهم وأحذيتهم تنمو مع أجسامهم إلى أن وصلوا أرض الموعد.

وفي العهد الجديد نقرأ أن الرب يسوع قد حول الماء إلى خمر، وعندما جاء طالبو الضرائب أمر الرب بطرس قائلا: اذهب إلى البحر واصطد، والسمكة التي تخرج ستجد بها إسطارا، ادفع عني وعنك. هذه المعجزات تعلن لنا أن الله أمين ويريدنا أن نثق به. وفي (لاويين 25) نجد شيئا آخر فائقا للطبيعة وهو وفير في السنة السادسة، ثم أمر الله الشعب أن يحفظوا سبع دورات متتالية لسنة السبت لإراحة الأرض، وفي عدد 8 من الأصحاح 25 كأن الرب يقول لتحتفلوا بسنة الراحة كل سبع سنين لمدة تسعة وأربعين سنة.

وكما هو معروف في لغة الكتاب المقدس (49) سنة تمثل جيلا بأكمله وكأن الرب يريد الجيل بأكمله أن يتعلم الثقة بالرب ويتكل عليه، وعلى الآباء والأجداد خلال هذه السنين أن يبنوا صرحا من الإيمان لكي يعلموه لأولادهم. 

لقد سدد الله كل احتياجاتنا طوال السنوات الماضية وعندما تأتي السنة السابعة لا يجب أن نخاف لأن خيرات الله ستكفي للسنة السابعة والثامنة والتاسعة. كما كان مع الشعب قديما فلم يجع أحد ولم يحتج أحد  .ولقد امتحن الله إيمانهم ولكنه ظل أمينا .وإنني متأكد من أن بعض الشعب لم يكن لديه الإيمان الكافي ليثقوا في الله لتسديد احتياجاتهم وإمدادهم بالطعام في السنة السابعة حتى أنهم زرعوا في السنة السابعة، ولكن زرعهم كان قليل الثمر وكأن الله يقول ويردد: “ثقوا بي”..

اقرأي المزيد عن الثقة بالرب وكيفية تجاوز عواصف الحياة.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#الرب #الكتاب المقدس #بلشي من هون #ثقة