اكتشفي قوتك في الأمومة
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتبة: رُبى ريحاني
التاريخ: مارس 10, 2025
بينما نحتفل في هذا الأسبوع بعيد الأم، أتساءل عن الاتهامات الموجهة ضد المرأة في ما يخص العاطفة المزروعة في كيانها. ولكن ما هو ضعف في المرأة حسب اعتقاد الزاعمين ما هو إلا القوة بعينها. تلك القوة التي تظهر منذ اللحظة التي تضع الأم مولودها ويعطى المولود لأمه عند ولادته لتحتضنه. من هنا تنطلق مسيرة الأمومة وتبدأ الأم بإرضاع طفلها، والنظر إليه، والتحدث معه. يقول كاتب المزامير في 9:22 “لأنك أنت جذبتني من البطن. جعلتني مطمئناً على ثديي أمي”. إن أول حاجات الرضيع هو الشعور بالاطمئنان. هذا الشعور الذي لا يمكن أن يمنح إلا من الأم. ولا يمكن أن يشبع إلا بعاطفة الأمومة.
أعتقد أن في الأمومة سر عظيم قد لا ندركه بينما نمارسه كل يوم. فهناك ثلاث قوى وهي:
- قوة في كل الأوقات: إن الأمومة ترافقنا حتى عندما يغادر أولادنا البيت للبحث عن مستقبلهم، أو عندما لا نرزق بالبنين. لقد ذكر بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل تسالونيكي 7:2-8 “بل كنا مترفقين في وسطكم كما تربي المرضعة أولادها هكذا إذ كنا حانين إليكم كنا نرضى أن نعطيكم لا إنجيل الله فقط بل أنفسنا أيضاً”. إن حنان الأم يترك بصماته ليس فقط على الأطفال بل على الراشدين أيضاً ويظهر في الرفق مع الناس. ويشبه بولس رفقه كما تربي المرضعة أولادها. ثم يذكر النتيجة لذلك وهي الحنان النابع من القلب والمؤثر في أولادنا وفي الآخرين أيضاً. “كنا حانين إليكم”. إن جمال الأمومة يبدأ بالرضاعة وينتهي بمنح النفس وتقديم انجيل الله من جيل إلى جيل.
- قوة في كل المراحل: لا تنتهي الأمومة عند فطم الرضيع، فبينما ينتقل الأولاد من مرحلة عمرية إلى أخرى نجد الأم تمارس الأمومة سواء في التأديب أو التنظيم أو بالقدوة والنصح إن كانت شابة أو عجوز، وحيدة أو أرملة، صحيحة أو مريضة، ربة بيت أو عاملة، فقيرة أو غنية، زوجة أو حماة. كما هو في سفر الأمثال 27:31 “تراقب طرق أهل بيتها ولا تأكل خبز الكسل”.
- قوة في كل الأدوار: تظهر القوة في دور الأمومة في رعاية أولادنا صغاراً وكباراً، في البيت وفي المجتمع. يذكر سفر الأمثال 20:31″ تبسط كفيها للفقير وتمد يدها للمسكين. فهي لا تبخل بأمومتها ولا تبقيها فقط لنفسها وإلا لما كانت الأمومة قوة ولما كانت تستحق أن تحمل هذا اللقب.
لكل أم في عيدها نقول هنيئا لك بحمل وسام القوة في الأمومة. نقول لك ما قاله بوعز لزوجته راعوث كما ورد في سفر راعوث 12:2 “ليكافئ الرب عملك وليكن أجرك كاملاً من عند الرب”. وكل عام وأنت بخير.
اقرأي معنا ايضاً: هل الأمومة طاقة وليست وظيفة؟
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.