أرملة صرفة

باب: تأثيري في الرحلة

الكاتبة: أزهار بقاعين

التاريخ: يوليو 29, 2024

(ملوك الأول 17: 8-24)

هل نحتاج إلى اختبارات ومعجزات كثيرة لنعلن إيماننا ونمجِّد الله؟

قصتي

كان زمن القحط وجفاف الأمطار، فكان الجوع يعمُّ بلادي، وأنا أرملة ولم يكن لي معيل، وأصبحتُ أملك آخر حفنة من الطحين وقليلًا من الزيت. كنتُ مدركة تمامًا أننا سنموت أنا وابني الوحيد بعد أن نخبزها ونأكل. إلى أن طرق بابي رجل غريب لم أكن أعرفه، قال لي إنه نبي، لكننا لم نكن نؤمن بإلههم، استضفتُه بحكم عاداتنا، لكنه طلب آخر وجبة طعام لدينا ليأكل، ولكنه وعدني أنَّ الطحين والزيت لن ينفد من بيتي. وبالفعل تحقَّقت هذه النبوة ولم يفرغ الطعام من بيتي، وكنا جميعنا نأكل منه يوميًّا. بالرغم من هذا لم يكن عقلي يستوعب ما يحدث ولم يكن قلبي يؤمن بما يؤمن به هذا الرَّجل، مع أنه أخبرني أنَّ إلهه كان يأمر الغربان أن تقوته صباحًا ومساءً باللَّحم والخبز.

أدركتُ أنّ ما حدث معي لأيام كان معجزة، لكنني لا زلتُ لم أؤمن بهذا الإله، حتى اشتدَّ مرض على ابني ومات، فاعتقدتُ وقتها أنَّ عدم إيماني بهذا النبي وبإلهه له علاقة بموت ابني. لكنه جاء وأخذ جسد ابني مني وصلّى لإلهه أن يُقيمه من الأموات. لم أكن أصدِّق عينيَّ، لقد عاد ابني إلى الحياة. كنتُ متأكِّدة أنه مات وأنني سأقوم بدفنه، وما رأته عيناي حينها كان معجزة حقيقية.

بعدها وبدون تفكير أدركتُ أنني بحاجة إلى أن أصرخ وأعلن إيماني ليس فقط أنه نبيّ، بل إيماني بإلهه الحيّ الذي اختبرتُه خلال أيام قليلة بمعجزات غيَّرَت حياتي كلَّها.

لا أعرف لماذا أرسل الله إيليا النبي لي شخصيًّا، هناك جوعى كثيرون وهناك أرامل كثيرات، لكنه أراد بهذه الوقت أن يتعامل معي شخصيًّا. وأراد هذه المعجزات أن تحدث؛ لأنه يعرف ضعف إيماني وشخصيتي ونقصاتي، فقد استغرقني وقت أطول لأختبر هذه النعمة الإلهية.

يتعامل الله معنا بطرق مختلفة، البعض يحتاج إلى كلمة ودعوة، والبعض يحتاج إلى معجزات ورؤى. والبعض يستغرق وقتًا أطول وفرصًا أكثر ليعرف ويختبر النعمة الإلهية. إنه عمل الله وهو يعرف كيف يتعامل معكِ، المهمّ أن تقبلي هذا الإيمان وتختبري هذه النعمة. فقط صلّي إلى الله أن يفتح عينيكِ وذهنك لتُدركي في وقته، وتتمتَّعي بالعلاقة معه.

الله يعرف قلبك كما عرف قلبي، ورغم أنَّني لم أكن مدركة أنها معجزاته ونعمته، ورغم أنَّني كنت أحتاج أن أرى معجزات، ولم أكن أصدِّق كلام الرب على فم إيليا. لكنَّ الرَّبَّ يسوع تكلَّم عني وشهد؛ لأنني فتحتُ بيتي وقلبي إلى نبيِّ الله وكلامه وتجاوبتُ مع هذه المعجزات. (لوقا 4: 25، 26)

كلُّ يوم هو فرصة من الله ليكون يوم خلاص وقبول. تقول كلمة الله في كورنثوس الثانية 6: 2: “هُوَذَا ٱلْآنَ وَقْتٌ مَقْبُولٌ. هُوَذَا ٱلْآنَ يَوْمُ خَلَاصٍ”.

أعلني مجد الله في كلِّ الأحوال!


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#ارملة صرفة #الكتاب المقدس #بلشي من هون #شخصيات