هل تعانين من حب التطفل على الآخرين؟

باب: قيمتي في الرحلة

الكاتبة: ناهدة قعوار

التاريخ: مايو 27, 2024

قد يكون حب الاستطلاع بهدف التعلم وكشف الحقائق وتفحص الوقائع إيجابياً، ولكن ما يعنينا في هذا الفصول التطفل على الآخرين، إلى درجة التدخل في شؤونهم الخاصة والانشغال بأمور لا تعنينا ولا تمتّ إلينا بصلة. وقد تعود أسباب هذا الفضول أو التطفل إلى مجرد التسلية أو حب الاستطلاع على مشكلات الغير، أو حتى أيضاً إلى الاستفادة من المعلومات والأسرار بغية السيطرة عليهم أو إلحاق الأذى بهم عن طريق ابتزازهم. 

لا عيب في أن نهتم بأمور صديقة بهدف مساعدتها على حلّ مشكلتها، أو أن نتابع أخبارها فنفرح لها في نجاحها ونسعد لسعادتها. ولكن لا يجوز التحشّر فيما لا يعنينا خصوصاً حين يطلب منا البقاء جانباً وعدم التدخل. ومن المهم جداً أن نحترم حرية الآخر ورغبته في المحافظة على المسافة التي تفصله عنا مهما كنا نعتبره صديقاً عزيزاً مقرّباً وحميماً. والحقّ يُقال: إنّ الفضول الذي لا يكون في محلّه لا يلحق الأذى بالغير فقط بل أيضاً بصاحبه. إذ يقول المثل: “مَن راقب الناس ماتَ غمّاً” وأيضاً “من تداخل بما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه”. قال سقراط: اعرف نفسك. هل حاولتِ يوماً أن تحللي مشاعرك وأفكارك وردّات فعلك وتصرّفاتك في مختلف الظروف؟ هل تساءلتِ مرة مَن أنا؟ مَن أكون؟ 

إليك بعض الملاحظات التي تساعدك على اكتشاف ذاتك ومعرفة نفسك:

في حال انتقل إلى المجمع السكني الذي تسكنين فيه جيران جدد، ماذا تفعلين للتعرّف عليهم؟ إن وصلت إلى زوجك رسالة أثناء غيابه عن المنزل، هل تحاولين قراءتها دون فتح المظروف أم تضعينها جانباً إلى حين عودته؟ وإذا تمّ توظيف زميلة جديدة في مكتبك كيف تكون علاقتك بها لدى انتهاء أول يوم عمل؟ لا تعرفين إلا اسمها؟ أم تعرفين قصة حياتها؟ في حال اختلفت صديقتك مع خطيبها كيف تتصرّفين؟ هل تتعاطفين معها وتحاولين مساعدتها على تخطّي المحنة؟ أم تواسينها على أمل أن تُطلعك على كامل القصة؟ 

وإن كنتِ تنتظرين دورك أمام صندوق الدفع وسمعت شخصين وراءك يتحادثان، هل تحاولين التنصت والاستماع إلى فحوى الحديث؟ كيف تتصرّفين في مثل هذه الحالات؟ إنّ هذه جميعها تساعدك لتعرفي شخصيتك وأفكارك ومشاعرك وحقيقة تصرّفاتك، والنتيجة عندك. لذلك إن كنت ممن يراقبون الآخرين لمجرد الفضولية والتسلية وكشف أسرار الغير، فأنتِ مخطئة بحق نفسك وحقّ الآخرين. لا أظن أنه يناسبك بأن توضَعي تحت المنظار والمراقبة. 

لذلك يا أختي استبدلي طباعك وغيِّري مسيرك لتكوني سعيدة محبوبة ومُحِبة ومساعدة بحقّ الصداقة. ولا تسمحي للمثل القائل: “مَن راقب الناس مات همّاً” أن ينطبق عليك. كما أشيرُ إلى ما هو مكتوب في (متى 7: 12): “فكل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوا هكذا أنتم أيضاً بهم”. 


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#ايمان #بلشي من هون #رحلة #قيمة