مرثا أخت لعازر

باب: تأثيري في الرحلة

الكاتبة: أزهار بقاعين

التاريخ: فبراير 17, 2024

هل يمكن أن يكون تغيُّر الفكر والذهن والشخصية من أعظم المعجزات على الإطلاق؟

(لوقا 10: 38-41، يوحنا 11: 1-27)

قصَّتي

لم تكن قيامة أخي من بين الأموات هي المعجزة الوحيدة التي حدثت في حياتي. لكنَّ الرب يسوع صنع هذا التغيير العظيم في شخصيتي وغيَّر هذا الضعف والتقصير الذي كان عائقًا أمام نموّي الروحي. لم أكن أدرك تمامًا ماذا يعني أن يكون الله محور حياتي وأولويَّتي في الحياة. كان انشغالي- ولو في أمور حسنة- كاستضافة الغرباء والاهتمام بالبيت وأمور عائلتي يأخذ المساحة الكبرى في حياتي، ويُعيقني عن أن آتي أوَّلًا أمام الله وأتحدَّث معه وأسمع وأتعلَّم منه.

نعم لقد كان اللوم والشكوى جزءًا من شخصيتي. حتى فيما يتعلَّق بأقرب الناس إليَّ. فكنتُ لا أبقي الأمر في نفسي بل يمكن أن أشكيَهم أمام الآخرين الأمر الذي قد يُسيء إلى سمعتهم. لم أكن أدرك أنَّ قدمَي الرب يسوع هما أكثر مكان آمن ومريح وصحِّيٍّ يمكن أن أكون فيه، بحيث يمكنني عند قدمَيه أن أشكو وألوم وأتحدَّث وأتحاور.

كان الرب يسوع يعرف قلبي، لم يتركني أصارع بهذه الشخصية المتعِبة لي ولمَن حولي. فكان موت أخي صاعقة بالنسبة إلي، جعلني أدرك أنَّ الحياة بكل أتعابها واهتماماتها لا تسوى شيئًا. فأدركتُ أنني الآن بحاجة إلى أن أكون أوَّلًا عند الرب، وأشكي له مثلما كنتُ أشكي دائمًا لكن بتوجُّه مختلف. ركضتُ مسرِعة وكنتُ أوَّل مَن كان مع الرب عند زيارته لنا بسبب موت أخي. شكيتُ له وتحدَّثتُ معه وشاركتُه بكلَّ أحزاني ودموعي، وفي النهاية أعلنتُ إيماني بمجاهَرة ودون خوف. كان هذا هو اليوم الذي فرحتُ فيه بإقامة أخي من بين الأموات، وتغلَّبتُ فيه على ضعف شخصيتي. وأدركت كيف أكون مُسرِعة إلى الرب والحديث معه أكثر من الشكوى والحديث عن الناس وملامتهم، وكيف أرمي القلق عند قدميه.

الإعلان

إنه عهد النعمة الذي جعلنا نختبر ليس فقط نعمة الخلاص ورجاء الحياة الأبدية. بل النعمة المُغيِّرة التي تعمل فينا وتشكِّلنا لنكون مشابهين صورة ابنه. نعم هي النعمة التي يمكن أن تغيِّركِ أيضًا، تغيِّر ردَّة فعلك واهتماماتك وأولويّاتك التي سيكون محورها الرب يسوع.

كلُّ اهتمام زائد بالجسد والماديات يقتلنا أكثر ممّا يُحيينا. أدركي أنَّ نموَّ الروح بالجلوس عند الرب يصنع فيكِ حياة ونموًّا وتشكيلًا. كما قال الكتاب المقدس في رومية 8: 6: “لِأَنَّ ٱهْتِمَامَ ٱلْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلَكِنَّ ٱهْتِمَامَ ٱلرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلَامٌ”، ويحوِّل عينيكِ واهتمامكِ إلى الخدمة الصحيحة التي يريدكِ الله أن تعمليها.

تذكَّري يا عزيزتي دائمًا هذا الوعد: “اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ٱبْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لِأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ، كَيْفَ لَا يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ؟” رومية 8: 32. لن يهبك الله فقط الاحتياجات المادية، لكنه سيهبك هذا التَّغيير العجيب. والتشكيل لشخصيتك التي ستكون في النهاية قادرة أن تُعلن وتشهد وتكون بركة لامتداد ملكوت الله.

تغيير شخصيتك وذهنك أعظم معجزة تحتاجين إليها.

#بلشي من هون #قصتي #قيامة #لعازر #مرثا