لِيدِيَّة

باب: تأثيري في الرحلة

الكاتبة: أزهار بقاعين

التاريخ: فبراير 27, 2024

هل يمكن أن تبدو حياتنا كاملة، بالرغم من أنه ينقصها الكثير؟

(أعمال الرسل 16: 12-15، 40)

قصتي

كنتُ أنا ومَن حولي يعتقدون أنني المرأة الكاملة، امرأة أعمال، منتِجة ولي دخل وفير. لا أعتمد على أي شخص، نشيطة اجتماعيًّا في مجتمعي، والأهم امرأة متديِّنة. أقيم الصلوات دائمًا وأقدِّم للفقراء، وأذهب لسماع الخطابات الدينية مع باقي النساء. لكن في داخلي كنت أعرف أنه ينقصني الكثير والأهمّ، لم أعرف ما هو، لكنني تجاهلته؛ لأنني أسمع باستمرار الجميع من حولي يقولون إنني امرأة كاملة لا أحتاج إلى شيء، ولا شيء ينقصني. فكنتُ أخدِّر نفسي بهذه السمعة.

لكنه جاء اليوم الذي أنيرَت فيه ليست فقط عيوني الجسدية لأرى بولس، لكن أيضًا أنار ذهني الذي قادني لأعرف الحق. لقد جاء برؤيا إلى بولس من أجلي وأجل مدينتي، فوجدتُ الحقَّ الذي كان ينقصني وأبحث عنه. وفتحتُ قلبي وأدركتُ أنَّ كلَّ سنوات تديُّني كانت تخديرًا لمشاعري وروحي؛ لأنني كنت أبحث عن هذا الإله الذي أحتاجه أن يملأ فراغ حياتي. فكنتُ بمجهودي أملؤه بكل الأمور، ما عدا الحق وهو الله نفسه. مع أني كنتُ أعرف الكثير عن الله، لكني لم أكن أعرفه هو.

هنا أستطيع أن أقول إنني وجدتُ ما ينقصني، وجدتُ كل شيء!

وهنا تغيَّر كل منظوري إلى الحياة والأشخاص؛ لأنني عرفتُ مَن هو طريق الحياة: وحده يسوع. وهكذا تغيَّر التديُّن إلى حياة، حياة أعطيها للآخرين أيضًا من خلال بيتي ومالي ووقتي وشهاداتي. وأدركتُ أنَّ كلَّ ما أحتاج إليه لأحيا، كما قال بولس الرسول في أعمال الرسل 17: 28: “لِأَنَّنَا بِهِ نَحْيَا وَنَتَحَرَّكُ وَنُوجَدُ”.

يمكن أن تعطينا الحياة الفرص لنملك كل شيء ونصل إلى أعلى المراكز، ويمكن أن نعيش التديُّن ونصنع الأعمال الصالحة. لكن سيبقى هذا الفراغ الداخلي الذي يملؤه فقط الرب يسوع عندما نُعلن أنه الرب وأنه الطريق الوحيد، ونؤمن بعمله الكفّاريّ لأجلنا، ونعيش لأجله ولأجل امتداد ملكوت الله.

أعلن الرسول بولس لكنيسة مدينتي فيلبي “لِأَنَّ لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ” (فيلبي 1: 21). إنه إعلان واضح وصريح بالروح القدس أنَّ كلَّ الحياة هي المسيح. ومنه تنطلق كلُّ الأمور وكلُّ الرغبات وكلُّ الأعمال التي أعدَّنا لنسلك فيها.

أبقي فكرك على المسار والتَّعليم الصحيح وأنَّ المسيح هو محور الحياة وهدفها. به ومعه أنتِ تملكين كل شيء، تملكين الهدف الذي ستعيشين من أجله. وسيكون كل مرض أو صحة، كل فقر أو غنى، كل تقصير أو اجتهاد، كل موت أو حياة لأجل هذا الهدف. وستستطيعين أن تعيشي من أجله ولأجله، كما قال الرسول بولس لأجل الكنيسة في فيلبي: “فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لِإِنْجِيلِ ٱلْمَسِيحِ”. (فيلبي 1: 27).

يمكن أن تكوني كاملة رغم كلّ ما ينقصك.

#بلشي من هون #حياة كاملة #صانعة الارجوان #ليدية