صراع المال
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتبة: ناهدة قعوار
التاريخ: نوفمبر 17, 2025
صدر إعلان تلفزيوني عن مسابقة جائزتها خمسون ألف دولار، فتقدم عدد من الشبان والشابات للمشاركة، طمعا بربح المبلغ دون التفكير بصعوبة اجتياز المسابقة. وعندما اجتمع المتسابقون، شرح لهم المسؤول شروط الفوز بذلك المبلغ المغري، فقال لهم: إن المسابقة تقوم على ثلاث خطوات، ومن يتخطى هذه الثلاثة سيفوز بالجائزة بجدارة، وأما من يخسر الخطوتين الأولى والثانية فينسحب.
أما عن شروط المسابقة فهي:
1- الجرأة والشجاعة في المخاطر
2- أكل أشياء غير صالحة للأكل
3- اجتياز صعوبة خطرة
فعلى من يرغب بذلك، التعهد والتأكيد لتحمل مسؤولية النتيجة مهما كانت، فألقيت القرعة لبدء المسابقة، وكانت البادئة إحدى الشابات، فربطت بحبال قوية مثبتة في أعلى سلم حديدي شاهق العلو مثبت في الأرض، تقابله عن بعد شبكة مربوطة بعمود آخر. كان على تلك الفتاة تسلق السلم إلى أعلاه والقفز في الهواء لتمسك بتلك الشبكة، كان التسلق صعباً ومتعباً جداً والقفز في الهواء أصعب ومخيفاً. فلم تستطع اجتياز ذلك فانسحبت من المسابقة، وبعدها آخرون ممن خسروا إلى أن اجتاز ذلك ثلاثة، فتاة وشابان. كانت الخطوة الثانية في المسابقة أن دعوا هؤلاء الثلاثة إلى وليمة، جلسوا حول طاولة عليها 3 كؤوس فضية مغطاة، وكان المكان جميلاً تحفّ به أشجار وأزهار، وهناك المفاجأة إذ وضع في كأس كل منهم مجموعة من الديدان الحية عددها خمسة، وكان على كل منهم أن يأكل حصته مضغاً ثم بلعاً. كان منظرا مزعجا ومأكلا مقرفا.
حقا هكذا تبدو الخطية وكأن لها لمعانا بجمال فائق ولكنها أسوأ وأقذر ما يكون.
وبعد أن اجتازوا تلك المرحلة بصعوبة كبيرة، اقتيدوا إلى المرحلة الثالثة. المرحلة الثالثة كانت أصعب وأسوأ. فقد كان عليهم الخوض داخل أنبوب ضيق للوصول إلى نفق مظلم فيه مياه قذرة تحتوي على حجارة وحشائش زلقة لا يستطيع الشخص الاستعانة بها دون الوقوع والسباحة في تلك المياه، أما الفائز فهو من يقطع المسافة ذهاباً وإياباً في أقصر وقت..
إنها حادثة لا تروق لقارئها، ولكنها حقيقة الطمع المادي وإغراء العالم الشرير. أما رغبة الفائز كانت: إشباع رغباته العالمية من سفر وسهر ولهو مثله مثل الأغلبية الذين تغريهم مباهج هذا الدهر، ويسقطون في أوحال الخطية ويصابون بأصعب الأوبئة، بل يقعون في فخ إبليس وليس لهم من منقذ، إن ظلمة هذا العالم تؤدي إلى النار الأبدية، فيخسر الشخص رضا الله والبركات التي يفيضها عليه، وأيضا في النهاية يخسر الحياة الأبدية.
ولكن هناك نداء خاصاً لكل شخص إن أصغى وأطاع.
فهو يحظى بالنعمة والخلاص، وأما إن أصمّ أذنيه فله الهلاك الأبدي، إنها خسارة فادحة، أما النداء فهو: “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه” (متى 16 : 26 ). فخسارة الأبدية خزي وعار، إنها كملك يداس تاج ملكه ويستهزأ به، فالمؤمن ملك لأنه يصبح في حياته الجديدة ابنا لملك الملوك، فكلمة الله تقول: إن الله جعل المؤمنين ملوكا وكهنة لله أبينا السماوي. أما الشرير فيكون في قبضة إله هذا الدهر إبليس الذي أعمى أذهان من امتلكهم بمادية هذا العالم الفارغة، ويقودهم في وعورة الطرق الملتوية. وقال الرب يسوع: “أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الأب إلا بي” (يوحنا 14: 6).
أختي العزيزة، أرجو أن لا يغريك الفوز الزائل، ولا يكون إلهك هو إله هذا الدهر، ولا تصارعي المال ومغرياته، واحذري من كل ما يضر روحك وقلبك وفكرك وجسدك، ابتعدي عن كل ما يؤذيك ولا تقعي في شباك وحبال العالم وطمعه، لأن كل ما في العالم باطل وقبض الريح.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.


