بريسكيلا

باب: تأثيري في الرحلة

الكاتب: معاوية هلسة

التاريخ: يناير 27, 2024

خدمة البيت المفتوح

هل اختبرتِ أن تُطرَدي من مدينتك؟ هل اضطررتِ إلى تغيير بيتكِ والانتقال للسكن في بيئة جديدة؟ أنا بريسكيلا وزوجي أكيلا اختبرنا قساوة الطرد من مدينتنا وبيتنا الذي بنيناه بعرَق جبيننا. كنا نعيشُ حياة هادئة مطمئنة نمارسُ حرفة صناعة الخيام، ونخدمُ الربُ بكل أمانة في مدينة روما. حيث جئنا من مسقط رأسنا بنتس في آسيا الصغرى إلى روما بحثًا عن الرزق. وذا صباح، أصدر الإمبراطور كُلُودِيُوس مرسومًا يقضي بترحيل جميع اليهود من مدينة روما. كان قرارًا صادمًا وغير متوقعٍ، لكننا لثقتنا بالرب وإرادته لحياتنا، حزمنا أمتعتنا وارتحلنا إلى مدينة تجارية كبيرة في اليونان اسمها كورنثوس (أعمال الرسل 18: 1-2).

بعد فترة من الانتقال لكورنثوس والتأقلم على جوّها، ابتدأنا، زوجي وأنا، عملَنا حيث أنشأنا مشغلًا لصناعة الخيام وهذه الحرفة سبق وعملنا بها لسنين عديدة. وفي أحد الأيام، تقابلنا مع خادمٍ للرب اسمه بولس حيث كان يكرز بالمسيح في آسيا الصغرى واليونان. جاء بولس من أثينا في اليونان إلى كورنثوس بعد مقاومة شديدة لرسالة الإنجيل في تسالونيكي وأثينا.

استضفنا بولس في بيتنا، ولأنه كان يعمل في صناعة الخيام، كان يعمل معنا في مشغلنا. ولكنه كان يخرجُ في أيام السبت إلى المجامع ليكرز فيها.

كنتُ ملاصقة لزوجي أكيلا في الخدمة، فكان لدينا كنيسة في بيتنا (رومية 16 :5)

وكنا نحاول تشجيع كنائس الأمم بسبب المضايقات التي كانوا يواجهونها (رومية 16: 4). كنا نهتم بتلمذة المؤمنين الجدد وقيادتهم إلى النضوج في المسيح. رافقنا بولس أنا وزوجي في رحلة خدمة إلى كنخَرِيا ثم إلى سوريَّة (أعمال الرسل 18: 18)؛ لأننا كنا نظن أننا يجب أن ندعم بولس في خدمته ونشجِّعه. وبعد عدة أشهر قضيناها في كورنثوس، انتقلنا للسكن في أفسس. وفي إحدى المرات، جاء إلى أفسس يهودي اسمه أبلّوس وهو أصلًا من الاسكندرية في مصر. كان أبُلّوس رجلًا فصيحًا عارفًا بالكتب. كان يكرز في المجمع بطريق الرب وكان يعرفُ فقط عن معمودية يوحنا المعمدان. كنا أنا وزوجي في المجمع نستمعُ إليه، ذُهلنا من حجم المعرفة لديه ومن فصاحته، دعوناه بعد ذلك إلى بيتنا وشرحنا له طريق الرب بأكثر تدقيق، وحدَّثناه عن الرب يسوع المسيح الذي جاء ليرفع خطية العالم (أعمال الرسل 18: 24-28)، واستخدمه الله فيما بعد لإقناع يهودٍ كثيرين أنَّ يسوع هو المسيح.

أردتُ أن أخدم الرب بأمانةٍ باستثمار الوزنة التي أعطاني اياها. كان يمكن لظروفي أن تمنعني من الخدمة، فأنا مطرودة من بيتي، ومن مدينتي، وأنا لاجئة أعيش في مدينة غريبة، لكننا قرَّرنا أنا وزوجي أن نفتح بيتنا للمؤمنين ونتلمذ المؤمنين الجدد. لذلك باركَنا الرب ببركات روحية وزمنية، واستخدمَنا لنشجِّع الخدام ونساعد المؤمنين الجُدد ليثبتوا في الرب، فأصبحوا خدّامًا مؤثِّرين. مات الإمبراطور كُلُودِيُوس، وعدنا إلى روما وهناك تابعنا خدمتنا في عمل الرب.

كلمة لكِ

قد تكون ظروف الحياة قد قسَت عليكِ وأخرجتكِ من منطقة راحتكِ، من المحتمل أنك بسبب عدم الاستقرار في منطقتك، اضطررتِ إلى الانتقال إلى منطقة جديدة، لا تتذمَّري ولا تستمتعي بلعب دور الضحية، بل صمِّمي أن تخدمي الرب بأمانة. ادعمي زوجك وشجِّعيه في الخدمة، افتحا بيتكما لخدمة الرب، اهتمّا بمساعدة المؤمنين الجدُد على النمو.

#الكتاب المقدس #بريسكيلا #بلشي من هون #شخصيات