الجمال الفريد في ملء الزمان

باب: قيمتي في الرحلة

الكاتبة: ناهدة قعوار

التاريخ: سبتمبر 28, 2024

لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه المنفرد في جماله. فما هو مقياس الجمال؟ وهل من أحد لا يحب الجمال؟  إن الله خلق كل شيء جميل. نرى الشمس بجمال شروقها وغروبها. والسماء تزينها النجوم المتلألئة. والقمر الذي يضيء عتمة الليل. والطبيعة الخلابة بأشجارها الباسقة التي تأوي إليها العصافير جميلة الألوان وشجية الألحان. والزهور التي تزين البساط الأخضر وغير ذلك من الجمال الذي خلقه الله الأعظم جمالا وبهاء وحكمة من أجل استمتاع الإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله.

فنستطيع أن نقول: “ما أعظم أعمالك يا الله”. 

ولكنني وجدت في كلمة الله جمالا آخر خلقه في باطن الإنسان وأراده أن يظهره في حياته ويتمتع بجماله. إنه جمال لا يضاهيه جمال.. فهو جمال الوداعة والإيمان. جمال الخلاص والإحسان. جمال الطهارة واللطف والبساطة وغير ذلك من الجمال الذي وهبه الله لنا بواسطة روحه القدوس الذي أساسه محبة الله التي لا يعبر عنها. فالله هو سر الجمال والأعظم في كل أعماله. وفي تجسده من أجل أن نرى جمال حياته وكلامه وأعماله ونتعلم من صفاته. 

عندما شوه الإنسان جمال النفس والروح بخطيئة الكبرياء وعدم الطاعة وعد الله بالمخلص الذي جاء في ملء الزمان، تجسد طفلا، ولد في مغارة بيت لحم. هناك رآى الأبوان يوسف ومريم طفلا في غاية الجمال. وهكذا الرعاة أيضا سبوا بذلك الطفل وذهبوا فرحين مرتلين ومبشرين. والمجوس جاؤوا ساجدين خاشعين بسبب دالة النجم العظيم الذي أنار السماء. وفي زيارة الطفل المبارك مع أبويه إلى الهيكل رأى المنتظرون جمالا بديعا فريدا مجيدا. وسبحوا الله تسبيحة الملائكة “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة” وتذكروا الوعود الإلهية التي انتظروها سنين طويلة وآمنوا وتحققوا الوعد المكتوب في (أشعيا 7: 6) “لأنه يولد لنا ولد ، ونعطى ابنا، وتكون الرياسة على كتفه. ويدعى اسمه عجيبا، مشيرا، إلها، قديرا، أبا أبديا، رئيس السلام”.

أعزائي.. إن هدف الله في ولادة هذا الطفل (الرب يسوع المسيح) المخلص الوحيد هدف واضحا لحياتنا.

هدفه أن يجملنا ويملأنا بجميع صفات الروح القدس الذي هو جمال الروح والنفس. ليس الهدف أن نحتفظ بها في قلوبنا بل لنعيشها ونتمتع بها ونمتع الآخرين. 

إن السنين تعيد علينا ذكرى الميلاد. ونحتفل ليس فقط للزينة من مظاهر الشجرة والهدايا والحلوى، أو لنردد الترانيم الميلادية سنة بعد سنة، أو نتذكر ميلاد الرب يسوع كتاريخ، بل لنولد من جديد ولادة روحية. لنتحلى بجميع صفات الجمال الروحي ونعيشه يوميا مع فئات المجتمع دون تمييز بين صغير أو كبير، فقير أو غني ليروا الناس المسيح فينا. لنشهد عن الطفل المتفرد بجماله القدسي. هو من ولد في مغارة بيت لحم في مذود حقير، بينما هو رب الأرباب وملك الملوك. هو من حررنا من عبودية الخطية وأعطانا الحق في الميراث السماوي والحياة الأبدية على حساب دمه الثمين. تحمل العار والجلد والضرب والصلب والموت بسبب بشاعة خطيئتنا، لكن له المجد والعظمة لأنه قام منتصرا ليعيد لنا الجمال الذي خصصنا به الآب السماوي. 

أمنيتي، أن يكتسي هذا العيد بالجمال الحقيقي الذي هو محبة الله العظيمة. لتظهر فينا بافتقادنا المحتاجين والمتألمين والمحزونين والأرامل والأيتام. لنتشبه بالجمال الفريد الذي رأيناه في المسيح يسوع. 


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#الرب #الكتاب المقدس #بلشي من هون #جمال