الأراضي الأربع
باب: نموي في الرحلة
الكاتبة: أمل الغاوي
التاريخ: أغسطس 29, 2024
لوقا 8: 4- 15 ، إنجيل مرقس : 3 – 9 إنجيل متى 13: 1 – 9
إنه الزارع الذي لا يتوقف عن العمل، يزرع كلمته مشتاقاً أن يكون الكل مثمرًا. يزرع بذوراً إلهية فعّالة لكنها غير ملزمة لنا بالتجاوب معها بغير إرادتنا.
بيت يسوع هو السماء، وقوله خرج من البيت إشارة لتجسّده والبحر إشارة للعالم بأمواجه المتقلّبة ومياهه المالحة التي مَن يشرب منها يعطش. والجمع الواقف أمامه يشير إلى كل العالم الذي أتى إليه يسوع الزارع ليزرع كلمته في قلوبهم.
مثل الزارع هو إشارة إلى كلمة الله التي تبذر في قلوب المؤمنين فيولدون من جديد. “مولودين ثانية لا من زرع يفنى بل ممّا لا يفنى بكلمة الله الحية الباقية إلى الأبد” (1 بط 23:1) فنحن التربة لأننا مأخوذون من تراب الأرض، والروح القدس هو المطر النازل من السماء.
ولكن انقسم الناس إلى أربعة أنواع 1) الطريق 2) الأرض المحجرة 3) أرض بها شوك 4) أرض جيدة هو هيّأ لنا كل شيء، والسؤال الآن لنا كيف نسمع؟ أنا بحريتي أضع نفسي كأرض من الأراضي الأربع. ولاحظ أن رقم 4 يشير للعالم، فالمسيح أتى إلى كل العالم. هو قام بدوره في الخلاص فهل أهتم أنا بخلاص نفسي وأسمع بجدية تعاليمه؟
أولًا: الطريق (القلب القاسي)
هذا الطريق هو القلب المتعجرف الذي على مستوى مرتفع عن الأراضي الزراعيّة، إنه مطمع للطيور المرتفعة، أي لشياطين الكبرياء التي تعوق تلاقينا الحقيقي مع الله الكلمة! والطريق دائمًا مفتوح، ليس له سور يحفظه من المارّة. كالإنسان صاحب الحواس المفتوحة لكل غريب، ومن يترك البذار على الطريق يخطفها الطيور، لكن من يدفنها في الأرض لا تصل لها الطيور، وروحياً هذا يعني من يُخبِّئ كلام الله في داخل قلبه متفكراً ومتأمّلاً فيه “خبّأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك” (مز119: 11). وليس فقط أن نخبّئ كلام الله بل أن ننفّذه ونلهج فيه (مز119: 48 ، 27، 8 + 119: 15) ، فالطريق يكون دائماً صلباً. وهذا يمثّل القلب الذي تقسّى بشهوات العالم، يسمع كلمة الله ولكن بدون انتباه يتأثر بها مؤقتاً وانفعاله عاطفي سريعاً ما يزول، ومع أول شهوة أو فكرة خاطئة، حالًا تموت كلمة الله في قلبه. ولأنّ القلب قاسٍ تكون توبته صعبة لأنّ الأرض لا تصلح للحرث فالطريق دائماً صلبة، تَطَأها أقدام كلّ العابرين على الدوام، لهذا لا تبذر فيه بذار. هكذا من كانت لهم الأفكار العنيفة وغير الخاضعة، لا تَدخل الكلمة الإلهيّة المقدّسة فيهم، ولا تسندهم، لكي يتمتّعوا بثمر الفضيلة المفرح.
كيفية إصلاح هذه الأرض؟
وإصلاح هذه الأرض يكون بالتوبة (يشبه هذا حرث الأرض) فيتفتت القلب، ويستعدّ لاستقبال كلمة الله ويخبّئها فتأتي بثمر، والتوبة هنا هي بحفظ الحواس (رو 6: 13 لا تقدّموا أعضاءكم آلات إثم للخطية بل قدّموا ذواتكم لله كأحياء من الأموات وأعضاءكم آلات بِرّ لله) .(رو 6: 6 عالمين هذا إنّ انساننا العتيق قد صُلب معه ليبطل جسد الخطيئة) رو 6: 11 (كذلك أنتم أيضاً احسبوا انفسكم أمواتاً عن الخطية)، وهذا يستلزم قراراً من الإنسان أن تصبح حواسّه ميتة عن العالم حينئذ تتدخّل نعمة الله. ويكون الله سوراً يحمي هذه النفس، فلننتبه إلى أصدقائنا وجلساتنا وطريقة أفراحنا ولهونا.
ثانياً: الأرض المحجرة: (القلب السطحي)
البذار هنا سقطت على أرض بها أحجار كثيرة، إشارة لخطايا محبوبة مدفونة في القلب، وتشير إلى القلب المرائي. فهي لها مظهر التربة الجيدة لكن داخلها خطايا مدفونة تعيق تقدّم الجذور لتحصل على الماء من العمق.
كيفية إصلاح هذه الأرض؟
اطردوا من قلوبكم أسراب الطير حتى تبقى البذور في مكانها، فينبت زهر يانع ونحصل منه على بذور وفيرة وثمار كثيرة. نطرد ونزيل الحجارة التي تعيق تقدّمنا، نصلّي للرب الذي يقول: أمهّد الهضاب أمامكم.
هذه الحجارة قد تكون أصناماً نتمسّك بها إلهاً آخر بجانب الرب، قد يكون المال، الشهوة، العمل … إلخ
ثالثاً: أرض بها شوك (القلب المختنق بهموم الحياة)
“والذي سقط بين الشوك هم الذين يسمعون ثم يذهبون، فيختنقون من هموم الحياة وغناها ولذاتها ولا ينضجون ثمراً”. يوزع الفادي البذور فتصادف قلوباً تظهر قوية مثمرة، ولكن بعد قليل تخنقها متاعب الحياة وهمومها. فتجفّ البذور وتبلى، أو كما يقول هوشع النبي: “إنهم يزرعون الريح ويحصدون الزوبعة. زرع ليس له غلّة لا يصنع دقيقاً. وإن صنع، فالغرباء تبتلعه” (هو 8: 7)…
كيفية إصلاح هذه الأرض:
نلقي بالهموم عند الصليب والمتاعب ونحمل نيره هو لأنّ نيره خفيف وهيّن. وكذلك نرفض الخوف ولا نسمح له أن يخنقنا.
“لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضح أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء” (1 تي 6: 7)،
رابعاً: الأرض الجيدة: (القلب الطيب)
الأرض الجيدة هي التي تثمر مئة ضعف، فقد اعتاد الناس أن يمتدحوا الأرض التي يستغلّونها. فتعطي لهم غلّة وفيرة ومحصولاً كبيراً. إذ قال: “ويطّوبكم الأمم، لأنكم تكونون أرض مسرة، قال رب الجنود” (مل 3: 12). إنّ كلمة الله إذا ما سمعها عقل طاهر ماهر نقيّ من الحسك والشوك أينعت وأثمرت وأعطت محصولاً وفيراً.”
إنّ الأرض الجيدة كانت على ثلاث درجات حيث يقول: “فيصنع بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين” (مت 13: 23).
رو 6: 22 “وأما الآن اذ أعتقتم من الخطية وصرتم عبيدا لله، فلكم ثمركم للقداسة والنهاية حياة أبدية” (إش 27: 6، 11 ) “في المستقبل يتأمّل يعقوب، يزهر ويفرح إسرائيل، ويملأون وجه المسكونة ثمراً”.
ما هو الكلام الذي يزرعه يسوع؟
إنَّه على نوعَيْن وهما: كلامُ الله الموحى إلى البشريَّة كلِّها، وكلامُ الله الخاصُّ الموجَّه إلى المسيحيّ الفرد.
كيفية زرع الكلام؟
بالهمس أثناء التجربة (صوت الضمير) أو عن طريق الإرشاد: قسيس أو صديق بالكلام أو عن طريق القدوة بالأفعال، يتكلّم عن طريق الامتحان أو التجربة.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.