كم من الصعب جدًا تحمّل أعباء ومسؤوليات تربية وتنشئة الأطفال، خصوصًا إذا كانت هذه المسؤولية على عاتق أحد الأبوين بدلًا من أن تكون مسؤولية مشتركة. بحسب الكتاب المقدس فالدور الأساسي للوالدين هو أن يكونا وكلاء صالحين للأطفال الذين وضعهم الله تحت رعايته. وأن يتحمّلوا مسؤولية رعايتهم من الجوانب الروحية والعاطفية والجسدية. إلا أنّ أهمّ واجب كتابي للأبوين هو تعليم أطفالهم عن الرب يسوع من خلال القدوة والكلام. بالإضافة إلى توفير ما يلزم بحسب قدرتهم وطاقتهم ليتمتّعوا بحياة صحّية هانئة. بالنسبة للأب فقد نشأ دوره من الله نفسه، أبينا السماوي، وهو دور إلهي ودعوة. فأن تصبح أبًا هي فرصة لتقوم بدور يشبه دور الله الآب. أي أن تحبّ الأطفال وتعتني بهم كما يحبنا الله ويهتم بنا، إنها مسؤولية عظيمة يترتّب عليها الكثير من الاجتهاد والانضباط. إلا أن كون الإنسان ضعيفًا وغير كامل، فبالتأكيد يحتاج إلى معين نظيره يساعده على القيام بدوره وهذا هو دور الزوجة.
عندما أسس الله الزواج فقد جعله مؤسّسة تقوم على اثنين متحّدين أي لا يمكن لأي دور أن ينجح دون دعم الآخر. لذلك وأنتِ تفكّرين في كيفية تعاملك مع شريكك غير المسؤول. أشّجعك أن تفكّري كيف يمكن أن يكون لك دور في إحياء روح المسؤولية فيه، قد يكون بالصلاة والصوم لأجله. أو بأن تصرفا معًا وقتًا خاصًا فيه تضعان جميع مسؤوليات الأسرة. وتفكّران بكيفية مشاركتها بصورة مريحة للطرفين من خلال وضع خطّة مناسبة معًا. تجنّبي إلقاء اللوم، والإشارة إلى ما لا يفعله زوجك، بل ركّزي على ما يضيفه للأسرة ولو كان شيئًا واحدًا بسيطًا. إياك أن تقارنيه مع أي زوج أو أب آخر، فهذا يدمّر العلاقة، وقد يصل بها إلى مراحل صعبة جدًا. شاركيه مشاعرك وتعبك، وقولي له كم هو مهم، وكم أنك بحاجة له في حياتك كزوج وشريك في التربية. لأنه في كثير من الأحيان يكون تقصيره غير متعمّد بل ناتج عن جهل أو عدم معرفة. أصلّي أن يعطيك الله حكمة ونعمة في رحلتك لبناء أسرتك، وتقديم المعونة لزوجك.