حل المسح

إعداد: نبيلة توفيق

آية التأمل: “اذهب وحل المسح عن حقويك واخلع حذاءك عن رجليك, ففعل هكذا ومشي معري وحافيا” (أشعيا2:20).

الرب يأمر أشعيا بأن يذهب ويخلع حذاءه ويحل “المسح” عن حقويه وهو اللباس الخشن المعتاد الذي يرتديه كثير من الأنبياء.. وأطاع وفعل هذا رغم أن ذلك من الأمور الصعبة عليه أن يمشي هكذا في مدينة أورشليم كأنه مستعط أو أسير وقد اعتاد معاشرة الملوك والعظماء, إلا أن ما فعله يدل على إيمانه وكمال طاعته للرب. وكثيرا ما يأمرنا الرب بما نستصعب فعله سواء احتمال مشقات وأتعاب أو احتمال التعييرات والآلام, إلا إننا كثيرا ما نرفض كل ما هو ضد المنطق رغم إدراكنا أنه هو وحده المستحق أن نطيعه بلا اعتراض، ومن حقه علينا أن يأمرنا بما يريده, ومهما طلب منا من أمور صعبة لا شك أنها أقل مما احتمله هو لأجلنا.

 فما أعظم أن نطيعه ونسير في دربه وخاصة أن اختبارات حياتنا أثبتت أنه دائما يعمل لخيرنا, لكن كبرياءنا الذي نغطيه بمسح التواضع المصطنع وثقتنا في برنا وأخلاقنا وكياستنا وتديننا تعيق عمل المسيح في حياتنا. وبمسيرنا في البرية وتنقلنا من مرحلة إلى مرحلة ندرك كم نحتاج أن نتخلى عن الذات طوعا واختيارا ليحل المسيح بكل قوته في حياتنا، فالخضوع والطاعة عاملان قويان للنصرة.  

 أشكرك سيدي أنك ترثي لضعفي وتحتمل اعتدادي بذاتي.. فها قلبي وهذه حياتي وكل عمري وطاعتي ليس كلاما ولا انفعالا بالصدق آتي بجملتي.. آمين