إعداد: ناهده قعوار
آية التأمل: “بسلامة أضطجع بل أيضا أنام لأنك أنت يا رب منفردا في طمأنينة تسكنني”. (مزمور 4: 8)
يسعى الملوك والرؤساء لتوفير السلام للعالم لكنهم لم يستطيعوا. لذلك نجد الناس يعيشون في اضطراب وحيرة. أما السلام الحقيقي فهو من عند رب السلام. وما أجمل أن يكون لنا السلام والطمأنينة في وسط اضطرابات الحياة عندما نثق أن هناك الشخص الذي يحملنا على منكبيه ليرفعنا وسط كل مضايقاتنا ويعطينا نوما هانئا.
فما أجمل أن نحصل على السكون والطمأنينة الإلهية التي تهدئ القلب وترفع النفس إلى خالقها العظيم بالشكر والتسبيح والتمجيد. إنها طمأنينة فريدة من نوعها، عجيبة في عملها. لا يستطيع العالم ن يشعر بها بدون الله، خصوصا في ضوضاء الحياة. ففي خضم الحياة يعطي الرب السلام للمتكلين عليه والحافظين العهد والمتمسكين بالوعد. وليس هذا فقط، بل لأن سلام الله كنز وجوهرة غالية ثمينة فلا يمكن أن يشترى بالمال، وكأن الإنسان يجري وراء خشب وعشب. لأن أمور العالم زهيدة رخيصة الثمن، حتى لو دفع فيها ثمنا غاليا من امكانياته المادية والذهنية والجسدية، فيكتشف أخيرا أنه صرف الغالي على عشب وقش. والذي قد يكون رفاهية أو مركزا مرموقا أو صيتا. ولكنها يشعر أخيرا بفقره إلى نعمة السلام النفسي العميق. فيجد أن كل ما صرفه من قوة وصحة ووقت لا يعطيه السلام بل القلق والحيرة.
عبر الرسام “جروسلاف سيرماك” عن سلام القلب وطمأنينة النفس بلوحة جميلة. ولد صغير في قارب وسط البحر الكبير. جالس ورأسه متكئ في حجر والده البحار الذي يجلس متأملا خطورة الأمواج. بينما الولد يجلس بسلام وثقة بالأمان دون أي خوف أو اضطراب لأنه يعلم أن أباه قادر على حمايته في كل الظروف. فكما أن الأب الأرضي يهتم بأولاده ويؤمن كل ما يحتاجونه من عناية وحماية فيشعرون بالسلام وهو قريب منهم. فالآب السماوي أعظم وأقدر وأقوى، وهو قريب منا دائما، ويهتم بجميع أمورنا. وسلامه يختلف عن سلام العالم المؤقت لأنه يحفظ القلوب والأفكار في المسيح يسوع.
عزيزتي، لنضع رؤوسنا بكل ما تحويه من أفكار ومخاوف على صدر الرب يسوع الذي يسمع أناتها ويعالجها. تماما كما كان يوحنا الحبيب يضع رأسه على صدر الرب يسوع. فالرب يبدد كل مخاوف العالم وتأثيراته علينا. فننام ونقوم ونتحرك ونوجد بعنايته الإلهية الحقيقية. إنه يعتني بالطيور تلك المخلوقات الصغيرة يؤمن لها المأوى والطعام. فتنطلق بالتغريد شاكرة الخالق العظيم. ألا يستطيع أن يهتم بنا؟ ما علينا إلا أن نضطجع بسلامة بل ننام أيضا.. لأنه يسكننا في طمأنينته الأبدية.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.