صداقات تسبب الحرج

إعداد: بسمة قموة

للصداقة عند الفتيات الشابات عمق كبير، حيث تجد الصبية في صديقتها عالما واسعا فهي بيت أسرارها ورفيقة مشوار المراهقة ولها في القلب حجرة خاصة. وفي بعض الأحيان نجد الصبايا يتفقن على المظهر كاللباس وقصة الشعر, ويمضين وقتا لا بأس به سوياً, وتكون المكالمات الهاتفية طويلة نوعا ما في بعض الأحيان حيث لا يمضي ساعة أو اثنتان إلا ونجدهن يهاتفن بعضهن.

إن الصداقة شيء رائع وتحتاج إلى أسس ومقومات حتى تكون صداقة مريحة وسليمة وتغني الطرفين بمشاعر دافئة وعفوية صادقة.

ولكن في بعض الأحيان عندما تنشأ صداقة فيها بعض الخلل الاجتماعي أي الفروق الاجتماعية نجد أن أحد الأطراف يعاني ويتألم دون أن يعرف المخرج لذلك. وهذا ما يحصل عندما تصادقين فتاة في وضع اجتماعي أفضل بكثير من وضعك، حيث أن أسلوب حياتها وملبسها يختلف عن أسلوب حياتك، وتجدين أنه ليست لديك الإمكانات المادية لتجاريها في نشاطاتها. فقد تكون معتادة على الذهاب إلى المطاعم الفاخرة, وإلى نواد لممارسة الرياضة, أو شراء ملابس غالية, وقد تكون لديها سيارة تحت تصرفها. ورغم أنك تنسجمين معها نفسيا وعاطفيا كونها زميلتك المفضلة في الصف أو العمل إلا أن هذه الفروق الاجتماعية تسبب لك الإحراج والتعب في بعض المواقف.

وبما أننا الآن نعيش في عالم يحب التقليد والمجاملة فهذا ما يضع عليك عبئا إضافياً خصوصاً إذا كنت لا تمليكن شخصية قوية وصحة نفسية عالية تستطيعين أن تجدي بها طريقة للتعامل معها دون أن تقعي تحت ضغط نفسي. لذلك فإن اختيار الأصدقاء يخضع لبعض الشروط الخاصة التي تكفل استمرار الصداقة دون حواجز معينة ومنها اختيار صديقة قريبة من وسطك الاجتماعي والمادي والفكري وحتى في العادات والتقاليد حتى لا تصابي بنوع من التشويش والمعاناة من جراء هذه الصداقة.

وحتى من الناحية الثقافية تحتاجين أيضا أن تتقاربي من صديقة من نفس مستواك الثقافي حتى تكون اللغة مشتركة وقاعدة التفاهم عالية في معظم الأمور. طبعاً، أنا أتكلم هنا عن الصداقات الحميمة التي لها طابع خاص وعمق كبير. أما عن الصداقات العامة فلا يضر أبدا أن تشمل كل الفئات والخلفيات فهذا يثري حياتك وخبراتك وثقافتك.