الأحلام المحطمة 

باب: تأثيري في الرحلة

الكاتبة: بسمة قموه

التاريخ: سبتمبر 15, 2025

ليئة  

نتذكر شخصية “يعقوب” وأحلامه المحطمة، كيف تعامل معها وكيف لم تؤثر على صحته النفسية والروحية بل بقي ثابتاً أمام الله والتصق بالرب أكثر.  فقد ازدادت شركته مع الرب بعد كل مراحل الشقاء والتعب.  ونتذكر ايضاً راحيل كيف كانت امرأة حزينة مع اختيارات حزينة اتخذتها لنفسها في حياتها.  فالأمور التي كانت محرومة منها كبلتها وشلتها.  

أما اليوم فسوف أركز على زوجته الأولى ليئة التي أعطاه إياها والدها بخدعة.  كان من المفروض أن يتزوج “يعقوب” من “راحيل” لأنه أحبها ولكن “ليئة” أطاعت والدها وسمحت ليعقوب أن يدخل عليها كزوج رغم معرفتها بأنه لا يرغب بها.  هناك أوقات كثيرة نشعر فيها بالضعف.  نشعر بالضعف عندما تكون الظروف من حولنا غير مؤاتية.  وهنا نجد أن ليئة كانت تشعر بالضعف فقد كان لديها أحلاماً محطمة كثيرة.  وبزواجها من يعقوب ابتدأ مشوارها مع الأحلام المحطمة. 

ما هي الأمور التي ولدت عندها أحلاماً محطمة؟
  • مظهرها الخارجي.  يقول الكتاب المقدس بأن عينا ليئة كانتا ضعيفتين.  لا نعرف ما هي المشكلة التي كانت تعانيها في عينيها ولكنها كانت أقل جاذبية من أختها راحيل.  ولم تستطع ان تصل إلى مستواها.  (تكوين 29: 16-17)
  • عدم حب زوجها لها.  لقد ارتبطت بزوج تعرف تماماً أن قلبه مع أختها وليس معها.  لماذا قبلت بهذه الخدعة؟  ربما تأملت أن يحبها يعقوب.  لقد تاقت إلى حب زوجها.  وتذللت كثيراً أمام أختها حتى وصل الأمر إلى أن تستعيد زوجها ليبيت معها ليلة واحدة مقابل أمور تنازلت عنها.  وهذا غاية في المرارة والإذلال.
  • حب يعقوب أولاد زوجته الثانية راحيل أكثر من أولادها وتعلق بهم جداً.  كم كان هذا مؤلماً لها.  كانت تعاني من الوحدة وكانت تشعر بالضعف.  رأى الرب مذلتها وفتح رحمها وباركها بأولادها.  
كيف تعاملت مع أحلامها المحطمة هذه؟

لقد اقتربت من الله ووجدت عزاءها فيه.  نرى ذلك من خلال الأسماء التي أعطتها لأولادها والتي حملت معان دلت على معاناتها.  فمثلاً عندما أنجبت ابنها البكر اسمته “رأوبين” وقالت “لأن الرب نظر إلى مذلتي”.  كانت امرأة لها علاقة مع الله على عكس راحيل.  ركزت أنظارها عليه فغير قلبها وتعامل مع زوجها.  كانت تتوق إلى احترام زوجها لها ونالت رغبتها.  لقد أوصى يعقوب أولاده بأن يدفن في قبر ليئة.  إن إيمان لئية بالله الحي غير قلبها وهكذا فإن قوة الله في الضعف تكمل.  عندما نثق بالرب فإنه يغيرنا من الداخل من خلال ظروفنا حتى ولو بقيت ظروفنا كما هي ويعطينا القوة حتى ننتصر عليها.

إن جميع هذه الأحلام المحطمة التي مرت بها ليئة كادت تحطمها .. إلا أنها تماسكت وحافظت على بيتها وأولادها وبقيت وفية لزوجها ولله لأجل ما أعطاها رغم حرمانها من أشياء وأمور كثيرة كانت ترغب بها.

إن هذه النظرة الجميلة في حياة ليئة إنما هي تدل على صحة نفسية صحيحة والى إيمان قوي بالله الذي عوضها عن الأمور التي كانت تحزن قلبها بأن أعطاها أولادأً وأعطاها سلاماً داخلياً.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#أحلام #بلشي من هون #ليئة #يسوع المسيح