إعداد: ناهده قعوار
نحن ننعم بنوم هانئ مريح على وسائد من ريش أو اسفنج أو قطن حسب ما يحلو لنا. ولكن كثيرا ما نفقد تلك الراحة المنشودة بسبب أفكار تشغلنا أو أحلام تؤرقنا. عندها لا تنفعنا تلك الوسائد إذ نشعر وكأنها حجارة تحت رؤوسنا. فلو حرصنا من المسبب لعرفنا كيف نتفاداه، ولكانت وسائدنا مريحة باستمرار ونومنا هانئا.
هناك أسباب تغير هذه الوسائد من النوم الهانئ إلى المؤرق والمتعب فتؤلمنا وتتعبنا. إنها بسبب ذكريات الماضي أو توقعات المستقبل أو أوضاع الحاضر. فالماضي يذكرنا بسقطات وظروف تضع دمغتها الواضحة على نفسيتنا وتفكيرنا، وتؤلم مشاعرنا ولا سيما التصرفات التي هي ضد مشيئة الله. هذا ما حصل مع يعقوب حين احتال على أخيه عيسو وحرمه باكوريته مما جعله يفر هاربا من وجه أخيه وينام في البرية الموحشة وحيدا بعيدا عن حنان والديه وحماية بيت عائلته.
أما ما يؤرقنا من أوضاع الحاضر هو بسبب صوت يجلجل في دواخلنا باللوم والتذكير بخطية ارتكبناها. مثال داود الذي يعدما أخطأ ندم وبكى ولبس المسوح ومشى حافيا ندامة على عاره المشين. أما آلام المستقبل فهي توقعات مظلمة لا تعطينا الفرصة لنرى نورا في نهاية النفق الذي بدأنا فيه المسير. إنه نفق مظلم لأنه يخيفنا ويشعرنا بالوحدة والوحشة نتيجة أعمالنا وكلامنا وسلوكنا. فلن نرى نور نهايته إلا إذا التجأنا إلى إله العفو والمغفرة بالتوبة والدموع كما اعترف داود في (مزمور 6: 6) قائلا: “تعبت في تنهدي. أعوم كل ليلة سريري بدموعي. أذوّب فراشي.” فإننا بعد التوية نرى إله المواعيد الصادقة الذي يشجعنا وسط ضيقاتنا. نسمع همسه الحنون يطمئن قلوبنا ونفوسنا بقوله: “لا تخف لأني معك” له المجد.
إن هذا يؤكد لنا أن الله الذي يبقى أمينا على مواعيده بالرغم من عدم أمانتنا. هو معنا يشجعنا ويغفر لنا ويعطينا نوما هانئا على وسائد من الريش. إن أبانا الحنون يعطف ويترأف علينا عندما نقترب اليه بالإيمان بقلب صادق، ونضع نفوسنا بين يديه.. وعندها لن تبقى وسائدنا قاسية مؤرقة بل ننام بسلام واطمئنان ونستيقظ بنشاط وفرح ونمجد إلهنا القدوس المستحق. الإله البار الوحيد في شفائه لآلام النفس والروح.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.