إعداد: ريما عماري

“أولادكم ليسوا لكم, أبناؤكم أولاد الحياة”. نعم أيها الآباء والأمهات, يقول الكتاب المقدس بأن البنين هم ميراث من عند الرب وما نحن إلا وكلاء فهل أنت أيها الأب وكيل أمين؟ وهل أنت أيها الأم وكيلة أمينة على ما وهبك الله من أبناء أو بنات؟ سوف نتشارك في بعض الأفكار والآراء حول كيفية التعامل الأبناء وتربيتهم مراعين الأسس السليمة في التربية ومساعدتهم على النمو السليم من كافة النواحي مع التركيز على الناحية الاجتماعية والنفسية لأن هذه الحاجات لا يمكن لأي كائن أن يشبعها لأن الطفل يحتاج أن يحب وأن يكون محبوبا وأن يشعر بالأمان.

الفكر الكتابي لا يتعارض مع  الفكر التربوي، وهناك شواهد عديدة تؤكد ذلك وتحض على التربية وترشد الوالدين وتعلمهم كيفية التعامل مع الأبناء.

منها: “فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً” (غلاطية 6 :7)، “لا تمنع التأديب عن الولد” (أمثال 23 :13)، “من يمنع عصاه يمقت ابنه ومن أحبه يطلب له التأديب” (أمثال 13 :24)، “لا تخرج كلمة ردية من أفواهكم بل كل ما كان صالحاً للبنيان حسب الحاجة كي يعطي نعمة للسامعين” (أفسس 4 :29)، “أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم لئلا يفشلوا” (كولوسي 3 :21).

نلاحظ من خلال هذه الآيات دعوة الرب لنا للتربية وأن نكون المثال الأفضل لأبنائنا.

يقال أن: الطفل مرآة أسرته، فماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن الطفل منذ السنوات الأولى من عمره يقلد كل ما يراه من سلوك داخل الأسرة. فهل أنت أيها الأب مثال جيد؟ وهل أنت كذلك أيتها الأم؟ على الوالدين إعطاء المثال الجيد للأبناء والبنات ومن واجبهم العمل على إشباع حاجاتهم الأساسية لكن عدم المبالغة في تقديم المساعدة إلى الحد الذي يجعلهم يفقدون القدرة على الاستقلال عنهم والاعتماد على أنفسهم.

يمكن للآباء أن يلعبوا دوراً هاما في تعديل سلوك الأبناء السلبي في حال حدوثه. ولا يكون ذلك باستخدام وسائل الردع والعقاب والقمع بل عن طريق التوجيه السليم والحوار المستمر والإرشاد. فعندما نزرع نبتة ما وتبدأ بالنمو إذا تركت بدون رعاية أو اهتمام يمكن أن تنمو بشكل غير سليم وبغير الاتجاه الذي نرغب. فنعمل على وضع ما يقوم اعوجاجها أو يعدل نموها، وهذا يجب أن يحدث وهي نبتة غضة لأنه إن كبرت لن ينفع معها أي شيء.

كذلك الطفل، حيث يقال أن أهم سنوات عمره هي السنوات الخمسة الأولى. وهي الأساس في التربية السليمة لإكساب الطفل السلوك الذي يكون بمثابة التأسيس للعمر كله. لذا على الوالدين إكساب الطفل كل السلوكيات الإيجابية المرغوب فيها من خلال التعامل مع الأبناء بطريقة سليمة ومن خلال كون الوالدين المثال الجيد الموجود أمامه باستمرار.

انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.