كيف تحصلين على الصبر الحقيقي

باب: نموي في الرحلة

الكاتبة: ناهدة قعوار

التاريخ: يناير 27, 2025

الصبر من نعم الله

الصبر هو إحدى نعم الله التي يمنحنا إياها لراحة نفوسنا وهدوء قلوبنا حتى لا نفقد اتزان مشاعرنا وسلوكنا. هو نافذة صغيرة يغلقها الرب أمامنا وقت الضيق والمشاكل والاضطهاد والألم لنكون معه في خلوة مقدسة نستمد منه العون والهداية حتى نستطيع الانتظار بهدوء وسكون للحصول على النصرة والوصول إلى الهدف. والصبر له مواقف متعددة في الألم والمرض والتجربة والمشاكل والضيق والبداية في مشروع جديد.. إلخ. وفي كل من هذه المواقف يجب أن نتحلى بالصبر فيكون النصر حليفنا، مثلاً: الصبر في التجربة هو التعزية بالرب وتحمل الضغوطات بدون استسلام لنحصل على النصر الذي أساسه ونتيجته الفرح.

يحتاج الصبر إلى حكمة سماوية تعلمنا أن نكون مسالمين وبلا لوم خصوصاً وسط المشاكل. ويساعدنا على الصمت والصلاة حتى لا تخرج كلمة ردية من أفواهنا، لأن من يحتمل بالصبر والفرح يكون مباركاً وقانعاً وناجحاً في حياته وتجاربه وأبديته حتى لا يسقط بتجربة التسرع التي يندم عليها ويلام فيما بعد. والصبر له عمل تام في حياة المؤمن.. يا أختي! هل أنت ممن يتحلون بالصبر؟ هل تتعاملين بالصبر الذي من مظاهره طول الأناة؟ أنت بحاجة لذلك في جميع ظروف حياتك مع زوجك وأولادك وعائلتك ومجتمعك حتى تنالي النصر وتحققي أهدافك. أغلقي نافذتك في كل مرة تواجهين فيها الصعوبات التي تكاد ترهقك أو تخنقك وافتحيها بينك وبين الله واستمتعي بهدوء بحضرة المعين المرشد الذي يمنحك الصبر الكافي وهدوء النفس ويصل بك إلى الأمان والنجاح.

هناك أمثلة كثيرة في الكتاب المقدس تعلمنا الصبر الحقيقي إن تبعنا التعليم الصحيح. إن كنا نعاني من ضيق نفسي أو مادي أو اضطهاد ومشاكل فرجاؤنا بالمسيح الذي هو مثالنا العظيم، فقد احتمل كل الآلام والاضطهاد حتى الصلب من أجلنا، وبصبره علينا ومحبته لنا دعانا بنين وحررنا من عبودية إبليس. وأطلق عليه بولس الرسول “إله الصبر والتعزية” هو الذي يعزي كل حزين صابر رجاؤه بالمسيح.

كان الرب يسوع على الأرض يعلم التلاميذ والشعب، وقد أعطى وعداً هاماً فقال: “الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص” (متى 10: 22).

لذلك يتوجب علينا الصبر في كل حالات حياتنا حتى نخلص من هذا العالم الشرير ونحيا في الأبدية مع مخلصنا يسوع. من خلال تعاليم بولس لتيموثاوس نجد أن الصبر هام جداً. إذ أشار إلى حياته الصعبة التي أذاقته العذاب والاضطهاد والمشاكل حتى السجن والجلد، ولكنه في هذه جميعها كان صبوراً وشاكراً حتى حقق الرسالة التي استلمها من الرب يسوع. في (2 تيموثاوس 3: 10) كتب يقول “وأما أنت فقد تبعت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبتي وصبري واضطهاداتي وآلامي ومن الجميع أنقذني الرب”. وأيضاً من تعاليمه في (رومية 12:12) يشجعنا بقوله “صابرين في الضيق”. وأيضا في (رومية 5: 3و4) يشجعنا أن نفتخر بالضيقات تماماً مثله فيقول “لأن الضيق ينشيء صبراً، والصبر تزكية، والتزكية رجاء، والرجاء لا يخزي”. كل من يصبر على رجاء النصرة والغلبة على الوضع المؤلم له ينتصر إن كان الرب حليفه. يسمح الله أحياناً بضيق أو مرض أو مشكلة معينة لأنه يمتحن إيماننا. في (يعقوب 1: 2) يقول الرسول “امتحان إيمانكم ينشئ صبراً” وأيضاً في (يعقوب 5: 11) “ها نحن نطوب الصابرين”. 

عندما نقرأ الكتاب المقدس في عهديه نجد أن كثيراً من الأنبياء والرسل تحملوا الصعاب والضيقات وبصبرهم اقتنوا أنفسهم.

مثلاً أيوب الذي تحمل آلاماً كثيرة وهزءاً وسخرية من أعز أصدقائه وحتى من زوجته لكنه صبر إلى النهاية. فباركه الله وخلصه من كل الضيقات النفسية والجسدية والاجتماعية. في (أيوب 42: 12) مكتوب “وبارك الله آخرة أيوب أكثر من أولاه” حتى أننا نستخدم المثل الشائع “يا صبر أيوب”.  وفي (مزمور 37: 7) يقول النبي داود: “انتظر الرب واصبر له”. إذاً الصبر بحاجة إلى الانتظار والصلاة. ولو تأملنا حياة موسى لوجدنا كم اضطر أن يصبر هو وشعبه على قساوة الملك فرعون إلى أن أخرجهم الله من أرض مصر وحررهم من العبودية.

لو أردت الكتابة عن جميع الذين صبروا في الكتاب المقدس بعهديه لطال الحديث. وكم من الناس الآن يتحلون بالصبر في ظروفهم الخاصة. ولكن ماذا عنك وعني؟ هذا هو محور الموضوع..  نحن بحاجة إلى الصبر في كل ظروف حياتنا إلى أن نصل المجد وننال مكافأة الصبر حيث لا وجع ولا هم ولا ضيق، بل هناك مسكن رب المجد المخلص يسوع نتمتع بالفرح والتهليل بحضرته الذي كان مثالاً صالحاً لنا لنتبع خطواته. وعندها سنسمع الكلمات المفرحة المعزية، كلمات النعمة تقول: “نعماً أيها العبد الصالح أدخل إلى فرح سيدك”. ليتنا جميعاً سيدات وشابات نتحلى بهذه الخصلة الحميدة ونكون صورة مقروءة في مجتمعنا وسبب راحة لمن حولنا. نتجمل بالصبر في كل ما يواجهنا من متاعب في حياتنا والرب يعيننا. لأنه: “في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا” (رومية 8: 37).


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#الصبر #بلشي من هون #نعم الله