قومي!

إعداد: ميكال حدَّاد  

لمَّا تكوني مستعجلة ومش مصدقة توصلي مكان معيَّن أو تتخلَّصي من مشكلة بتزعجك. بتحِسِّي الكون واقف كأنّه ما في أي تحسُّن أو تغيير، عالأقلّ بوضعِك إنتِ. احتمال تكوني قضيت السَّنة الماضية وإنتِ بتنتظري، وخلصَت السَّنة. 

بخبِّرنا الكتاب المقدس عن أب كان على وشك يفقد بنتُه. “يايرس” كان رجل مُهِمّ ومعروف، ومن كثر خوفه على بنته أنها تموت ركض عند الرَّب يسوع وطلب منّه ييجي على بيته ويشفيها. المشكلة أنّه -مثل ما بصير معنا- هالأب كمان اضطرّ ينتظر لحد ما فات الأوان. وفي أثناء ما كان الرَّب يسوع متوجِّه لبيت “يايرس”. صار الجمع يزحمه وامرأة مريضة أجت ولمست ثوبه وشفيَت من مرضها، وهون يسوع توقّف وصار يحكي معها. لكن بتخيَّل شو كان ممكن يايرس عم بفكِّر وهوّه منتظر:  “يا رب، هلَّأ مش وقته نفتح حديث، يا رب بنتي على آخر نفَس… يا رب أرجوك: ركِّز معي أنا”. الإنجيل ما بقول إنّه يايرس قال أي كلمة. لكن لو كُنت مكانه كُنت رح أحكي هالحكي وأعترض. وكُنت رح أظنّ أنّه معي حق. بعدين -وهوّه عم بنتظر- وصل الخبر إلِّي كان خايف منّه؛ بنته ماتت. 

ردّة فعل يسوع كانت غير طبيعيّة بالنِّسبة للكل؛ لمَّا شاف النَّاس بتبكي وبتولول، قلهم ببساطة وبثقة:  “لِمَاذَا تَضِجُّونَ وَتَبْكُونَ؟ لَمْ تَمُتِ الصَّبِيَّةُ لكِنَّهَا نَائِمَةٌ.”(مرقس ٥: ٣٩)،

اعتبَر بُكاءهم مثل ضجيج. لمَّا تكوني بتمرِّي بمحنة أو صار معك إشي مزعج بتشوفي إلِّي حواليكِ بيعلى ضجيجهم. بفكروا أنهم بساعدوكِ وبيتعاطفوا معِك، لكنهم مرَّات بخلُّوكِ تشعري بالأسى على نفسِك أو يمكن –بدل ما يهدُّوك لتوخدي قرار حكيم- بدفعوكِ لتقومي بأمور متسرعة مش بمكانها، فبتنسي أنُّه طالما الرَّب يسوع موجود معِك لسَّا في أمل. 

أَمَّا يسوع  “فَأَخْرَجَ الْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَبَا الصَّبِيَّةِ وَأُمَّهَا وَالَّذِينَ مَعَهُ وَدَخَلَ حَيْثُ كَانَتِ الصَّبِيَّةُ مُضْطَجِعَةً، وَأَمْسَكَ بِيَدِ الصَّبِيَّةِ وَقَالَ لَهَا: «طَلِيثَا، قُومِي!». الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا صَبِيَّةُ، لَكِ أَقُولُ: قُومِي!” (مرقس ٥: ٤۰ و٤١)، والبنت رجعَتلها الحياة وقامت ومشيت. 

بتمنَّالِك مش بس تسَكري الباب على السَّنة إلِّي فاتَت، لكن كمان تسَكري الباب على كلّ الضَّجّة إلِّي حملتيها معِك وكلّ التَّشويش، وتعرَفي أنّه يسوع هوّه إله البدايات الجديدة، وطرقه مش عاديّة. ومع أنّه الانتظار مرَّات بطول وممكن تشوفي غيرِك كتار حياتهم شكلها أسهل -وكأنّه الله بيسمعلهم وما بيسمعلك- بس تأكَّدي أنُّه هاد التَّفكير مش صحيح. افرحي لأنّه مثلما هو بيتدخَّل بحياة غيرك هو حاضر يعمل تغيير بحياتِك إنتِ كمان. حتَّى بعد ما تفقدي الأمل. اليوم ما تصغي غير لصوته، وهوِّه بقُلِّك: “يا صبيَّة، لكِ أقول: قومي!”. 


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.