يقول مزمور 136: 1 “اِحْمَدُوا الرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ”. هنا لدينا سببين لنكون شاكرين: صلاح الله المستمر ورحمته الدائمة. عندما ندرك طبيعة فسادنا، ونفهم أنه بعيداً عن الله لا يوجد سوى الموت (يوحنا 10: 10؛ رومية 7: 5)، فإن رد الفعل الطبيعي هو الشعور بالإمتنان من أجل الحياة التي يعطينا إياها.
يقدم مزمور 30 الحمد لله من أجل خلاصه. يقول داود: “أُعَظِّمُكَ يَا رَبُّ لأَنَّكَ نَشَلْتَنِي وَلَمْ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي. يَا رَبُّ إِلَهِي اسْتَغَثْتُ بِكَ فَشَفَيْتَنِي. يَا رَبُّ أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ… حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحاً لِكَيْ تَتَرَنَّمَ لَكَ رُوحِي وَلاَ تَسْكُتَ. يَا رَبُّ إِلَهِي إِلَى الأَبَدِ أَحْمَدُكَ” (مزمور 30: 1-12). هنا يقدم داود الشكر لله بعد مروره بظروف صعبة. ولا يقدم مزمور الشكر هذا الحمد لله في اللحظة الحاضرة فقط، بل يذكر أمانة الله في الماضي أيضاً. إنه إقرار بشخصية الله وصفاته العجيبة حتى أن الحمد والشكر هما الإستجابة الوحيدة التي تليق به.