ملكة سبأ

باب: تأثيري في الرحلة

الكاتبة: أزهار بقاعين

التاريخ: سبتمبر 21, 2024

هل هناك مصدر حكمة واحد يكفينا؟

(ملوك الأول 10: 1-13)

قصتي

كنت ملكة لكن لم يكتب التاريخ شيئًا عن إنجازاتي ومُلكي أو حتى شخصيتي. إنه الشيء الوحيد والمهمّ الذي يتذكرني به العالم، زيارتي للملك سليمان. ليس لكي نعقد اجتماعات سياسية أو حتى لعمل صفقات اقتصادية. لكن كانت بهدف طلب الحكمة. لقد عرفتُ أنَّ هذا الملك يشتهر بحكمة لا مثيل لها، وأنا مدركة أنَّ كلّ ما كنتُ أحتاج إليه في حياتي وفي ملكي هو الحكمة الَّتي كنتُ أبحثُ عنها في كل مكان. إلى أن سمعتُها شخصيًّا من هذا الملك العظيم الذي كان يميِّزه أنه يعبد إلهًا حيًّا ينيره بهذه الحكمة.

لم تكن خطوة سهلة أن آتي أنا شخصيًّا كملكة إليه. المفروض أن أرسل إليه رجالي أو سفرائي، أو أرسل إليه لكي يأتي لمملكتي. لكنني لم أستطِع الانتظار؛ لأنني كنتُ متشوِّقة إلى سماعه والتعلُّم منه، ولم أكن أريد أن يضيع يوم واحد آخر من دون أن أتعلَّم حكمة جديدة. ولم يكن اللقاء عاديًّا، لقد تمنَّيتُ حينها أن أكون واحدة من عبيده أو معاونيه لكي أسمع هذه الحكمة دائمًا. طبعًا كانت ردة فعلي المديح والشكر لكنني لم أبخل عليه بكل هدايا الملوك الثمينة والوفيرة التي لا أعتبرها خسارة فيه على الإطلاق؛ لأنه أعطاني الأغلى منها وهي الحكمة.

لم أنسَ قوله عن الحكمة: “ٱلْحِكْمَةُ هِيَ ٱلرَّأْسُ. فَٱقْتَنِ ٱلْحِكْمَةَ، وَبِكُلِّ مُقْتَنَاكَ ٱقْتَنِ ٱلْفَهْمَ، ٱرْفَعْهَا فَتُعَلِّيَكَ. تُمَجِّدُكَ إِذَا ٱعْتَنَقْتَهَا. تُعْطِي رَأْسَكَ إِكْلِيلَ نِعْمَةٍ. تَاجَ جَمَالٍ تَمْنَحُكَ”. (أمثال 4: 7-9).

لذلك أصبحَت زيارتي هذه حدثًا مهمًّا في الكتاب المقدس، والأهم أنها كانت كمثال استخدمه الرب يسوع ليتحدَّث عن أهمية طلب الحكمة. ولم أكن أعرف أنَّ هذا العمل سيفتح عينيَّ لأتعرَّف على قوَّة الإله الحقيقي ويُعطيني مكانة مميَّزة في الملكوت.

الإعلان

إذا لم تعرفي لماذا ينبغي أن تسعَي إلى الحكمة، فاسمعي قول الملك سليمان في أمثال 4: 11-12: “أَرَيْتُكَ طَرِيقَ ٱلْحِكْمَةِ. هَدَيْتُكَ سُبُلَ ٱلِٱسْتِقَامَةِ، إِذَا سِرْتَ فَلَا تَضِيقُ خَطَوَاتُكَ، وَإِذَا سَعَيْتَ فَلَا تَعْثُر”. دون الحكمة لن تستطيعي أن تُكملي المسير؛ لأنه سيكون عَسرًا وستسقطين في عثرات كثيرة سوف تُتعبكِ. إنَّ امتلاك الحكمة الإلهية في هذه الحياة سيكفيكِ لكي تعيشي حياة فاضلة مستنيرة واعية وتكوني قادرة على التمييز والاختيار.

حوِّلي نظركِ إلى مَن هو الأغلى والأثمن في هذه الحياة.

سفر الأمثال يقول: “لِأَنَّ ٱلْحِكْمَةَ خَيْرٌ مِنَ ٱلَّلآلِئِ، وَكُلُّ ٱلْجَوَاهِرِ لَا تُسَاوِيهَا.” (أمثال 8: 11). هل تخيَّلتِ يومًا كم ثمن الحكمة؟ تذكَّري أنها الحكمة الإلهية، الحكمة السماوية النازلة من فوق، المتجسِّدة كلّها في يسوع المسيح.

فقط تمعَّني بحياة الرب يسوع، كلامه وردود أفعاله وتصرُّفاته. إنه منبع الحكمة الأصلي، هو الأعظم من الملك سليمان وغيره من الحكماء، حكمته تكفي لتُنير ذهنك وقلبك وحياتك. لقد صار لكِ مَن تزورينه لتأخذي الحكمة من مصدرها الأصليّ “يسوع”، تسمعين وتتعلَّمين منه وتنمين في الحكمة.

استمدّي الحكمة من المنبع الأصليّ من “يسوع”!


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.

#العهد القديم #بلشي من هون #سبأ #ملكة