إعداد: بسمة قموه
إنّ الحنين إلى التغيير موجود في خلاياك الوراثية، فالشيء الجوهري في خلايا روحك هو الرغبة بالنمو والتغيير إلى الأفضل، شاهدي التلفاز واستمعي للمذياع وتصفّحي المجلات، سوف تطالعين إعلانات تعَدّ بأي شيء لأفضل ذاكرة، لأجمل سيارة، لأفضل زواج، لأجمل جسد.. إنّ كل شخص يتطلع إلى تحقيق الأفضل في حياته، لكن ماذا عن تغيير الداخل أيضاً؟ وهل أنت مستعدّة لمواجهة هذا الأمر؟
كثيراً ما تجدين نفسك غير قادرة على التغلب على العادات التي تأصّلت فيك منذ الطفولة، وهذا تحدٍّ حقيقي أمام كل سيدة، وهو أن تعي ما هي الأمور التي تحتاج أن تتغير فيها سواء كانت طباعاً أو ممارساتٍ معينة أو عاداتٍ باتت غير مفيدة بل وضارّة في معظم الأحيان. فهناك عادات وممارسات اجتماعية أو في أسلوب العيش والطعام وتربية الأطفال ومعاملة الآخرين تحتاج إلى تغيير، ولكن المهم هو أن تدركي أنك بحاجة إلى هذا التغيير وأن تتجاوبي بصدق مع كل من يحاول مساعدتك. أما العائق الأول في طريقك نحو التغيير إلى الأفضل هو العناد، هذا إن اتخذته كمبدأ وطبّقته، بالإضافة إلى العوائق الأخرى التي تهون عند وجود التصميم والتجاوب.
وقد تحصل في الواقع خيبات أمل كثيرة عندما تنوين أن تتغيري في ناحية ما ولا تحصلين على النتيجة المرجوّة، فينشأ إحساس متزايد في قلبك بأنه لا جدوى منك.. حسناً! لديّ خبر سارّ لك.. هناك رجاء! إنّ الحياة المتغيّرة ممكنة، وليست الخطوة الأولى أن تبدئي بعمل جدول أعمال جديدة ومنهاج جديد لحياتك يشكّل عبئاً عليك لأنّ هذا لن يساعدك، لأنك سرعان ما تجدين نفسك في متاهة وتعودين لعاداتك القديمة.
هي تغيير اتجاه القلب والانفتاح الذهني على ما هو جديد، والاقتناع بأنه الأفضل والرغبة الشديدة في ممارسته، وبعد أن يتمّ هذا الأمر في داخلك ستجدين نفسك مدفوعة وبدون مقاومة داخلية إلى الاتجاه الجديد كمسألة مسلَّم بها وتلقائية، بدون أيّ جهد أو قهر.
والتغيير الروحي هو أساس التغيير نحو الأفضل فإنها إرادة الله لكل إنسان على وجه الأرض، وذلك لأنه يقود إلى التغيير على كل الأصعدة وبطريقة سلسة وممتعة.. والسرّ وراء هذا الأمر هو تدخّل الله شخصياً لمساعدتك على التغيّر نحو الأفضل، ومن هنا تأتي ثقتك بأنّ شيئاً مميزاً سيحصل معك، فتحصدين بنفسك النتائج الرائعة لفكرة التغيير نحو الأفضل.
لن نحصر الموضوع بالتغيير في العادات السيئة والممارسات، فالموضوع أكبر من هذا بكثير! إنّ التغيير الحقيقي يشمل كل جوانب الحياة، بحيث يبدأ في التفكير الإيجابي عن النفس وعن الآخرين، ويتبعه تغيير في المشاعر والعواطف بحيث تصبح المشاعر دافئة وصادقة ودون غِشٍّ وعلى جميع الاتجاهات، ثم تأتي التغييرات في العادات السيئة التي تضرّ الشخص أولاً ثم الآخرين، وهي كثيرة ولا حاجة لذكرها.
سوف نجد من يقول: أنا لا أحتاج إلى التغيير فأنا جيد هكذا! ولكن هل وصل إنسان على وجه الأرض إلى الكمال؟ هناك جوانب كثيرة في حياتنا تتطوّر وتنمو تدريجياً ولا بدّ من التغيير فيها لنصل إلى الأفضل، وكلّ ما علينا الاعتراف به هو الإقرار بهذه الحاجة والتعامل معها بواقعية وطلب العون أولاً من الله الذي يُسخِّر لنا آخرين لمساعدتنا.
أنتِ الآن أمام هذا السؤال! إلامَ أحتاج لكي أتغيّر، وما هو الشيء الذي يجب أن أتغيّر فيه؟
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.