لحماية نفسك من الإغراء
باب: نموي في الرحلة
الكاتبة: بسمة قموه
التاريخ: يونيو 8, 2024
لحماية أنفسنا ضد الإغراء, يشجعنا بولس الرسول كمسيحيين أن نحمل “سلاح الله الكامل” وهو حزام الحق ودرع البر وحذاء السلام وترس الإيمان وخوذة الخلاص وسيف الروح (أفسس 6: 13-17). نحن محظوظات جداً لأن الروح القدس منحنا حرية الدخول المطلقة إلى كل تلك الأمور لأن الحق والبر والسلام والإيمان هي العوامل الرئيسية للمحافظة على الاستقامة الجنسية والعاطفية. وعلى الرغم من أننا نحمل سلاح الله الكامل, فإننا نفشل في كثير من الأحيان بتفقد الحلقات الضعيفة التي تجعلنا مكشوفات وغير حصينات ضد الإغراء. وهذه ثلاث من أكثر الحلقات الضعيفة شيوعاً: الملابس غير الملائمة، الصحبة غير الملائمة، التصرفات غير الملائمة. وسوف نلقي نظرة على كل واحدة من هذه الحلقات, وبينما نفعل ذلك حاولي أن تتبيني إذا كان سلاحك قد يتركك غير محصنة ضد الإغراء أو أنه يعرض استقامتك للخطر.
الحلقة الضعيفة الأولى: الملابس غير الملائمة
من المرجح أنك قد سمعت الطهاة في برامج الطبخ يقولون أنه عندما يكون الأمر متعلقاً بالطعام، فإن طريقة التقديم هي كل شيء. التقديم هو كل شيء، ليس في الطعام فقط، ولكن بالنسبة لجسدك أيضاً. واحد من المفاهيم التي تتلى على النساء هو أننا نحن من نعلم الناس كيف يعاملوننا. نحن إما نعلمهم أن يعاملوننا باحترام أو أننا نعلمهم أن يعاملوننا بدون احترام. كيف؟ بملابسنا المحتشمة. في حين أن الكتاب المقدس لم يحدد تماماً طول التنورة أو أي جزء من الجسد يجب تغطيته، فإنه باستطاعتنا الرجوع دائماً إلى وصية يسوع كإرشاد لنا لطريقة لباسنا: أحبب قريبك كنفسك.
تخيلي هذا المشهد: إذا علمت أن جارتك تتبع حمية لإنقاص خمسة كيلو غرامات من وزنها قبل يوم زفافها. وكما تعلمين كذلك، أنها ما لم تفقد ذلك الوزن فإن فستان الزفاف سيكون ضيقاً جداً وسيجعلها تشعر بعدم الراحة في يومها الموعود. لكن أنت طاهية حلويات وتتوقين لإثبات نفسك والتشجيع على أنك طاهية رائعة، فلذلك تصرين على أن تأكل جارتك من عينات الحلوى التي تعدينها وتحضرينها يومياً. هل أنت تتصرفين بمحبة أم بأنانية تجاه جارتك؟
فكري الآن بهذا:
أنت تعلمين أن الرجال يثارون بصرياً عند رؤية جسد امرأة، وخصوصاً جسد بملابس لا تكاد تذكر. كما تعلمين أيضاً إن الرجال الأتقياء يحاولون جاهدين تكريم زوجاتهم بعدم السماح لعيونهم بالتجوال. على ضوء ذلك، وإذا ما كنت تصرين على أن ترتدي ملابس تكشف عن قوامك الممشوق وجلدك المتشح باللون البرونزي، هل أنت تتصرفين بمحبة أم بأنانية؟ هذا سؤال جيد يجدر بك أن تطرحيه على نفسك كل صباح بينما أنت ترتدين ملابسك لذلك اليوم. بدلاً من أن تسألي نفسك، “من هو الرجل الذي سأصادفه اليوم وأجذب انتباهه؟” حاولي أن تسألي، “هل لبس هذا الرداء سيعطي انطباعاً جيداً ولا يجعل إخواني يعثرون ويسقطون؟” كتب بولس في رسالته إلى تيموثاوس: “وكذلك إن النساء يزين ذواتهن بلباس الحشمة مع ورع وتعقل، لا بضفائر أو ذهب أو لآلئ أو ملابس كثيرة الثمن. بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله بأعمال صالحة.” (1 تيموثاوس 2: 9-10)
إن الموضوع الرئيسي الذي كان يتكلم عنه بولس لم يكن الضفائر أو المجوهرات أو الملابس الثمينة، ولكن عن عدم الاحتشام في الزينة الجسدية. يريدنا الله أن نهتم بقلوبنا أكثر من اهتمامنا بمظهرنا الخارجي. قصة زوجة الرجل النبيل (معروفة أيضاً بامرأة أمثال 31) تتحدث عن نفس المبدأ ولكنها تقدم أيضاً الوعود أن الله سوف يكرم مثل هذه الاستقامة: “الحسن غش والجمال باطل. أما المرأة المتقية الرب فهي تمدح. أعطوها من ثمر يديها ولتمدحها أعمالها في الأبواب.” (أمثال 31: 30-31).
تذكري أن جسمك بالنهاية سيتداعى ويشيخ. جلدك سوف يتغضن بغض النظر عن كمية الكريمات المرطبة التي تستخدمينها. وبكل تأكيد فإن جسمك سيعود إلى التراب، لكن الإرث التقي من الاستقامة والاحتشام اللذين سوف تتركينهما لأولادك وأحفادك وإلى النساء اللواتي تأثرن بك سوف يدومان لما أبعد من حدود القبر.
الحلقة الضعيفة الثانية: الصحبة غير الملائمة
عندما يصبح في نيتنا الصادقة أن نصبح نساء مستقيمات جنسياً وعاطفياً، فإن الصحبة غير الملائمة التي نحتفظ بها يمكن أن تجهض جهودنا المخلصة. في حين أنه يجب علينا أن نتحمل مسئولية تصرفاتنا، فإنه يجب علينا أن نكون حريصات على أن يتحمل الآخرون مسئوليات تصرفاتهم.
عندما ترفض المسئولية أو أنها لا تؤخذ على محمل الجد، فإن الصديق يتحول بسرعة إلى عدو. نحن نساء ذوات قيمة عظيمة ودرر ثمنها باهظ جداً ولنا كل الحق في أن نرفض منحهم شرف حضورنا ويجب علينا أن نتعلم ممارسة هذا الحق كما فعل يوسف مع زوجة فوطيفار كما جاء في سفر (تكوين 39: 6-10) “وكان يوسف حسن الصورة وحسن المنظر. وحدث بعد هذه الأمور أن امرأة سيده رفعت عينيها إلى يوسف وقالت اضطجع معي. فأبى وقال لامرأة سيده هوذا سيدي لا يعرف معي ما في البيت وكل ما له قد دفعه إلى يدي. ليس هو في هذا البيت أعظم مني. ولم يمسك عني شيئاً غيرك لأنك امرأته. فكيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله. وكان إذ كلمت يوسف يوماً فيوماً أنه لم يسمع لها أن يضطجع بجانبها ليكون معها”.
هل تتخيلين عبداً يكون جريئاً بما فيه الكفاية ليرفض حتى أن يكون بحضور زوجة سيده؟ من الواضح أن يوسف كان يعلم أن الصحبة السيئة تفسد الشخصية الصالحة. كان رجلاً شجاعاً ومستقيماً جداً وبالنهاية باركه الله كثيراً ووثق به بوضع مصير شعب بأكمله تحت رعايته بسبب استقامته. لكن ماذا عنك؟ اطلبي من الله أن يهبك هذا النوع من الشجاعة والاستقامة. تذكري أنك جوهرة عظيمة الثمن وأنك امرأة يجب أن تصاني وتحافظي على نفسك وأن تكوني حريصة في مجال الصحبة التي تبقين عليها. فأنت سوف تكونين متأكدة أن جسمك الذي هو هيكل الروح القدس مصان ومحمي جداً.
الحلقة الضعيفة الثالثة: التصرفات
- وفري ضماتك لصديقاتك وأفراد عائلتك. نادراً ما يكون احتضان صديق ذكر ضرورياً عندما يفي بالغرض مصافحة عادية أو تربيت على الظهر أو ابتسامة. إذا رأيت أن الاحتضان كان ضرورياً، اعملي “احتضاناً أخوياً” بوقوفك جانب الشخص. ويدك على كتفه لضغطة بسيطة سريعة أو تربيتة على الظهر. إذا جاءك الرجل وجهاً لوجه واحتضنك بشكل غير متوقع، احني جسمك للأمام حتى يحتضن رقبتك بدلاً من جسمك.
- عندما تتجولين في أي مكان سواء كان في الشارع أو في الجامعة أو في قاعة. تأكدي أن لا تخرجي عن دربك لتلتقي بأشخاص يمدحونك دائماً أو يجعلونك تشعرين بشعور أفضل. بعض السادة المحددين تكون صحبتهم ممتعة. ومن السهل جداً أن تتملكنا الرغبة بوضع أنفسنا بطريقهم حتى نملئ سلتنا العاطفية أو دغدغة كبريائنا. لكن وضع أنفسنا بطريقهم يعني أيضاً السير باتجاه تجربة الإغراء. تذكري، “عندما تكونين على الدرب، فابقي على المسار!”.
- الكثيرمن النساء والرجال المستقيمين قرورا ألا يكونوا لوحدهم أبداً مع فرد من الجنس الآخر بدون وجود شخص ثالث على مرمى البصر أو السمع. يخبرنا “بيلي غراهام” أنه كان يطلب من رجل آخر مرافقته من الاجتماعات إلى غرفته بالفندق حتى لا يكون أبداً في موقف يضطر فيه أن يتكلم مع امرأة لوحدهما. من الواضح أن الله كرم هذا الحد الفاصل بالخدمة المثمرة، وأنا متأكدة أن السيدة غراهام احترمت وقدرت استقامة بيلي أيضاً! إذا اتخذت أي احتياط مسبق لأن تكوني مع رجل لوحدكما، فسيكون من الصعب إقامة علاقة. وكما أنه مهم جداً للمسيحيين أن يتجنبوا ظهور الشرير فإنه من المهم جداً أيضاً تجنب الشرير ذاته.
- كوني حريصة جداً فيما يتعلق بالشخص الذي تركبين معه في السيارة لوحدكما. داخل السيارة مكان حميم جداً. (الكثيرات منا اكتشفن ذلك عندما بدأنا المواعدة بالسيارات!). الشعور بالابتعاد والانعزال عن بقية العالم في سيارة مغلقة يقدم البيئة المثلى للأفكار أو التصرفات غير الملائمة لأن تنمو وتزدهر.
- ابقي دائما الباب مفتوحاً عندما تكونين في مكتب رجل، وابقي باب مكتبك مفتوحاً عندما يدخل عندك زميل عمل. أعرف واحدة من المشرفات قامت بوضع باب زجاجي لمكتبها حتى إذا أراد زميل عمل أن يتحدث معها على انفراد لن يكون هناك أي شك أبداً عما يدور خلف بابها المغلق.
تذكري أن جسدك هو هيكل الروح القدس، وقلبك مكان سكن الله. كمؤمنة، أنت لديك عقل المسيح وأن كلماتك هي وسائل حكمته وتشجيعه للآخرين.
عندما تحملين سلاح الله الكامل وتحرسين جسدك وقلبك وعقلك وفمك بيقظة وبدون التعرض للخطر الجنسي. والحلول الوسط فتأكدي أنك بطريقك لحصاد الفوائد الجسدية والعاطفية والعقلية والروحية للاستقامة الجنسية.
“لا تضلوا. الله لا يشمخ عليه. فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً. لأن من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً. ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية. (غلاطية 6 : 7-8).
عن كتاب معركة لكل امرأة للكاتبة شانون ايثريدج – بتصرف
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.