زوجة منوح
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتبة: أزهار بقاعين
التاريخ: أغسطس 8, 2024
هل يمكن أن يكون استخدام الفكر والمنطق ضدَّ مشيئة الله؟
(قضاة 13: 1-24)
قصتي
لم يُعرَف اسمي في الكتاب المقدس لكن عُرفتُ بشخصيتي وردود أفعالي أكثر. لقد كنتُ عقلانية وواقعيَّة، أستخدم فكري وأحلِّل، لم أعتمد كليًّا على المشاعر. لذلك عندما كنتُ عاقرًا وتعامل الله معي بأن يُرسل ملاكًا لنا ويبشِّرنا ويقول لنا ماذا نفعل، جاء الملاك لي أوَّلًا ليبشِّرني. وقد شاركتُ هذا الأمر مع زوجي لكنه لم يكن على يقين من الأمر، ولم يكن متأكِّدًا أنه ملاك الرب. أما أنا فقد أدركتُ بداخلي أنه هو؛ لأنني أميِّز تعامل الله مع شعبه وكيف يترءاى لهم ويقودهم ويستخدم الشخص المناسب. والدليل عندما ظهر الملاك لزوجي. قال له: “مِنْ كُلِّ مَا قُلْتُ لِلْمَرْأَةِ فَلْتَحْتَفِظْ”، لقد تعامل معي الملاك بصرف النظر عن كوني امراة وزوجة.
لم تكن الرؤيا حدثًا عاديًّا على زوجي، لقد سمح الله له أن يرى ويصدِّق أنه ملاك الرب. ولم أكن أعرف أنني بهذه الجرأة وهذه القوَّة اللَّتَين جعلتاني أشجِّع زوجي على عدم الخوف عندما صعد الملاك، حيث اعتقد زوجي أنه رأى وجه الله وأنه سوف يموت. وقد جاءتني القوة عندما تذكَّرتُ تعامل الله وشخصه ورحمته. وسمحتُ أن يكون فكري الروحي أقوى من مشاعري، وهدَّأتُ من خوف زوجي ووضعتُه أمام تساؤل: كيف يُميتنا الله، وهو قد جاء بملاكه وبشَّرَنا وقد رأيناه؟
أعترف أنني كنت خائفة متعجِّبة من هذا الحدث النادر والعظيم الذي حدث معي. لكن لولا شجاعتي وفكري وإيماني التي كانت عكس ردَّة فعل زوجي، كنا سنخسر هذه البركة العظيمة. لذلك تمَّم الله عمله معنا وأنجبتُ طفلًا بعد سنوات كنتُ فيها عاقرًا وأسميتُه شمشون، وكان رجلًا عظيمًا مُكَرَّسًا بين شعبه.
الإعلان
لا تركِّزي على مشاعرك للحكم على الأمور، لا تربطي علاقتك بالله بإحساسك. ولا تجعلي الخوف من الله يمنعكِ من استخدام ذهنك وأفكارك لكي تقودك إلى فعل ما يريده الله بعيدًا عن تأثير مخاوف الآخرين من حولك. وحوِّليها إلى مخافة الله وليس الخوف منه.
لقد خلق الله العقل وأعطانا نعمة التفكير وربط الأمور وفحصها، ويريدنا أن نكون روحيّين وعقلانيّين أيضًا. ولا تنسَي أنَّ إرشاد الروح القدس سيُساعدنا لنُدرك كيف ومتى نستخدمها.
لقد ركَّز الرسول بولس كثيرًا على الذهن والعقل وشجَّع ألّا نقدِّم فقط أرواحنا ونغيِّرها، إنما ركَّز على ضرورة أن نجدِّد أذهاننا. كما قال في رومية 12: 1-2: “فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ ٱللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ ٱللهِ، عِبَادَتَكُمُ ٱلْعَقْلِيَّة. وَلَا تُشَاكِلُوا هَذَا ٱلدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ ٱللهِ: ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَرْضِيَّةُ ٱلْكَامِلَةُ.”
اجعلي عقلكِ يعبد الله أيضًا!
اقرأي معنا ايضاً قصة يوكابد أم موسى.
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.