الطفـل العدوانـيّ
باب: تأثيري في الرحلة
الكاتبة: حياة قاقيش
التاريخ: يونيو 16, 2025
نقول أحياناً: “إنّ ابني عدوانيّ وشرس”، وهذا شائع بعمر المدرسة حيث يلجأ الطفل إلى فرض شخصيّته عن طريق ضرب الأطفال الآخرين، أو شدّ شعر الفتيات، أو التفوّه بالألفاظ البذيئة، أو التجريح بالكلام، فأيّاً كان شكل التعدّي سواء كان جسدياً أو نفسياً يُعتبَر الطفل عدوانياً أو متمرّداً.
فلماذا يتصرّف أولادنا بهذه الطريقة؟ وما هو العلاج لهذا الوضع؟
إذا ما حاولنا التعرّف على أسباب هذه الظاهرة يجب علينا أولاً التفكير بأسلوب تنشئة وتربية هذا الطفل في الأسرة. إنّ الطفل مرآة لوالدَيه، ومن أهمّ أسباب ميل الطفل إلى العنف هو شعوره بالرفض وعدم المحبة، وأيضاً عدم الشعور بالأمان.
وأودّ هنا عزيزتي أن أسلّط الضوء على سبب آخر وهو ثورة أحد الوالدَين لأتفه الأسباب، أو شجار الوالدَين أمام الأطفال. فإنّ هذه الأمور تُسهم في زيادة السلوك السيّئ لدى الطفل مما يُنشئ عنده عدم الطاعة والخضوع لوالدَيه. وكلّما كبر الطفل كبرت معه هذه الصفات السلبية والسلوك غير الصحيّ، ولكن ما هو العلاج؟
سأقدّم إليك بعض النصائح التي أرى أنها الأنسب في هذه الحالة:
- الصلاة من أجل الطفل تحديداً وبشكل مستمرّ.
- محاولة السيطرة على انفعالاتنا كأهل وبخاصة أمام الأطفال. وأن نكون قدوة صالحة لهم بالكلام والعمل.
- محاولة استخدام أسلوب الحوار مع الطفل، واستخدام الكلمات التي تتناسب مع عمره ومستواه العقليّ ليستطيع استيعاب ما نقوله له.
- محاولة إشغال وقت الطفل إلى جانب الدراسة، بإحدى النشاطات الرياضية أو الموسيقية التي لها دور كبير في تهذيب خلق الطفل وتهدئته وإبعاده عن المشاكل.
- إحاطة الطفل بالمحبة والدفء والاستقرار، وإخباره دائماً -وبدون مناسبة- بأنه محبوب ومهمّ.
- الإصغاء إلى الطفل بكلّ ما يريد إخبارنا به واحترام رأيه. ومحاولة ألا نفرض رأينا عليه بالقوة بل أن نعرض عليه الموضوع الذي نريد أن نُقنعه به بطريقة جذّابة تستحوذ على اهتمامه، وبالتالي يوافق عليه بكامل إرادته.
وتذكّري عزيزتي، إنّ أطفالنا أمانة من عند الرب. وهم نعمة وهدية عظيمتان، فلا يجب أن نكون نحن الأهل أوّل مَن يُساهم في جعلهم يكتسبون صفات غير سويّة.
فالكتاب المقدّس يقول: “هوذا البنون ميراث من عند الرب. ثمرة البطن أجرة، كسهام بيد جبّار هكذا أبناء الشبيبة” (مزمور 127: 3-4).
انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.