الطاعة

إعداد: ماري بقيلي

استخدم الله الحيات السامة لعقاب الشعب لعدم إيمانهم وشكواهم. وفي صحراء سيناء أنواع متعددة من الحيات يختفي بعضها في الرمال ويهاجم دون إنذار. وكان الإسرائيليون والمصريون يخافون جدا من الحيات فكانت لدغة الحية السامة تعني في أغلب الأحيان موتا بطيئاً مع ألم شديد. فصلى موسى لأجل الشعب فقال الرب لموسى “اصنع لك حية محرقة وضعها على راية فكل من لدغ ونظر إليها يحيا. فصنع موسى حية من نحاس ووضعها على الراية فكان متى لدغت حية إنسانا ونظر إلى حية النحاس يحيا” (سفر العدد 21: 8-9).

لم يكن في إمكان بني إسرائيل أن يدركوا معنى الحية النحاسية الكامل الذي أشار إليه الرب يسوع في (يوحنا 3: 14-15) “وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية”. فقد أوضح الرب يسوع أنه كما أن بني إسرائيل شفوا من إصابتهم بالنظر إلى الحية فوق العامود يمكن الآن أن يخلص الجميع من مرض الخطية بالنظر إلى موت يسوع على الصليب. فلم تكن الحية هي من شفت الشعب بل إيمانهم بأن الله قادر أن يشفيهم. لم يطلب منهم أن يقوموا بأعمال معينة حتى يخلصوا ولكن فقط أن يؤمنوا بما طلب منهم الله ويرفعوا أنظارهم إلى الحية المرفوعة. وهكذا فإن هذا الإيمان يتجلى في طاعتهم توجيهات الله.

ونحن الآن ما علينا إلا أن نرفع أنظارنا إلى صليب المسيح طالبين منه الشفاء الروحي والغفران.  وهو قادر أن يمنحنا خلاصه “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية” (يوحنا 3: 16). أقبلي إليه ولا تترددي ففي يسوع البلسم الذي تتوقين إليه.


انضمي إلينا اليوم وكوني جزءًا من مجتمعنا المتنوع! سجّلي الآن وأنشئي ملفك الشخصي للاستمتاع بفوائد عديدة وتجارب فريدة داخل موقعنا.