بداية جديدة

إعداد: كارولين فاخوري

بداية جديدة! عبارة نتداولها كثيرًا في بداية كلِّ عام، فها هو عام جديد قد أزف مشكِّلًا فرصة نتدارك فيها أخطاء العام الماضي أو أيَّ ذكرى فشلٍ مرَرنا بها؛ محاولين إصلاح حال أمرنا بطريقة أو بأخرى. 

نبدأ بالتَّفكير والإعداد لمخطَّطات كثيرة والإعلان بثقة عن النَّتائج المُذهلة الَّتي سنجني حصادَ غلَّتها في ظرف أيَّام أو أسابيع أو شهور قليلة. تملؤنا الثِّقة والإقدام والإصرار لتحقيق ما لم نحقِّقه في الماضي مغلِّفين ثقتنا العمياء بإنجازنا بكلمات مُبهرة تُثير غرائز المُثابرة والعزم فينا. 

لكن يغافلنا واقع أنَّ جوهر الإنجاز الَّذي نتحدَّاه يمثّل لذهننا الباطن تجربة فاشلة بسبب الماضي. الأمر الَّذي يُضفي رنَّة خفيَّة في أصواتنا -أثناء إعلان البداية- أنَّ ما هذا سوى إعلان بداية النِّهاية، بداية الفشل، نهاية التَّحدِّي! والأمر المؤسف أنَّ الكثيرات منَّا يقعن ضحيَّة الفشل حتى قبل أن يبدأن بالتَّنفيذ. فتطول عمليَّة التَّسويف (سوف أبدأ، سأعمل، سأنجز، سأحقِّق) دون بدء واقع التَّنفيذ.

فكيف أخرج من دائرة فشل البداية هذه؟ إليكِ بعض الخطوات العمليَّة لبداية النَّجاح لمخطَّطاتِك:
  1. فكِّري خارج الصُّندوق: لا تُكرِّري أخطاء الماضي، فمثلًا إن كانت رغبتك هي خسارة الوزن -وهو الهدف الأكثر تداولًا بين النِّساء في عصرنا هذا- قبل حلول الصَّيف. فلا تجعلي من هدفك هو خسارة الوزن بل ليكن هدفك هو تحسين نوعيَّة الطَّعام الَّذي تتناولينه. فتناوُل الطَّعام الصِّحِّيِّ يأتيكِ بفوائد جمَّة أكثر من مجرَّد خسارة الوزن.
  2. حوِّلي هدفك إلى خطَّة عمل. فلا تكتفي بإعلان ما تريدين تحقيقه بل جزِّئيه إلى خطوات عمليَّة تبدَئين بتنفيذها واحدة تلو الأخرى.
  3. اربطي خطَّة العمل بجدول زمنيٍّ؛ فالهدف غير المُقاس لا يمكن تحقيقه، والخطَّة الَّتي ليس لها نهاية لا تبدأ أبدًا. 
  4. ابدَئي بالتَّنفيذ الفوريِّ: لا تنتظري حلول الغد أو بداية الأسبوع القادم للبدء بالتَّنفيذ، بل احسمي أمرك وابدَئي اليوم. 
  5. راجعي أداءَكِ وصحِّحي المسار أوَّلًا بأوَّل. قومي بعمليَّات تقييم دوريَّة لأدائك وقيسي نسبة تحقُّق أهدافك. فإن وجدْتِ نفسك قد حِدتِ عن المسار، قوِّمي نفسكِ وارجعي من حيث بدأتِ بالتَّقاعس.
  6. ابحثي عمَّن يشجِّعك ويُسانِدك، إن وجدتِ نفسكِ قد تباطأتِ في الإنجاز ابحَثي عمَّن يشجِّعكِ على الاستمرار، أو يشارككِ العمل. 
  7. كافِئي نفسكِ: لا تكوني بخيلة في حقِّ نفسِك؛ فتنسين أن تكافِئي إنجازاتك. فبعد إنجاز كلِّ مرحلة من خطَّة العمل كافِئي نفسكِ بما يناسب الإنجاز الَّذي تمَّ تحقيقه. انتَبهي ألَّا تُبالغي في مكافأة نفسِك، وإلَّا فقدَتِ المُكافأة معناها وفقد التَّحدِّي قيمته.