أريد أن أعيش في سلام داخلي

إعداد: ديمة فاخوري من فريق المرأة العربية اليوم

أريد أن أعيش في سلام داخلي، ماذا يعني هذا؟

6 مؤشرات تساعدك على التمييز إن كنتِ تعيشين هذا السلام في داخلك

تخيّلي غرفتك وهي مليئة بالأثاث والكتب والأوراق والكراكيب بحيث لا يمكنك التحرُّك بحرية في غرفتك التي يُفتَرَض أنها مساحتك الخاصة والشخصية جدًّا، والتي لربما تمنحكِ الفرصة الوحيدة للراحة والإبداع والانفراد بنفسك وقضاء وقت نوعي معها. لربما سيُشعركِ هذا بالانزعاج في البداية، ولكنك لو تغاضيتِ عن سوء الوضع لفترة، ولم تحاولي تنظيف غرفتكِ أو ترتيبها، ستجدين نفسك تتأقلمين وتعتادين على صورة المكان، ولربما سيُزعجكِ حتى لو حاول أحدهم أن يتخلَّص من بعض ما تحتويه غرفتك ليساعدك على التنفس والحركة. 

هكذا هو حال ذهنك المزدحم بكل أنواع الأفكار والمخاوف وأنماط التفكير المعقَّدَة التي لا تسمح لأفكار جديدة أو مختلفة أو مستنيرة أن تملأ ذهنك. إنها حالة من التوتر والقلق تنتقلين فيها من فكرة إلى أخرى كالفراشة التي تنتقل من زهرة إلى أخرى ولكنها لا تجد رحيقًا.

دون سلام داخلي ستعيشين باضطراب وهو لا يأتي من الفراغ. أنتِ لا تستيقظين بانزعاج يومًا وفي اليوم التالي بسلام دون سبب. هذا المقال سيساعدكِ أن تمهِّدي الطريق إلى حياة تتمتع بالسلام الداخلي عندما تُدركين مفهومه ومسبّباته ومعطِّلاته.

ما هو السلام الداخلي؟

يشير مفهوم السلام الداخلي أو الشخصي إلى تلك الحالة الذهنية حينما يدرك الفرد ذاته، فإنَّ معرفة الإنسان لذاته تُغنيه عن العالم الخارجي وتمدُّه بالقوة الكافية لمواجهة جميع التحدِّيات التي من الممكن أن تواجهه. إنها حالة اطمئنان وراحة وسكينة تأتي من الداخل ولا ترتبط بالظروف الخارجية حتى لو حاولت إزعاجها. السلام الداخلي هو التصالح مع الذات والكفّ عن لومها ومعاتبتها، وتعترفي لها بحدود قدراتك ومهاراتك، ويأتي عندما تؤمنين بنفسك وتثقين بها.

لتستمرّي في رحلة البحث عن السلام الداخلي، افحصي نفسك واسأليها الأسئلة التالية التي ستساعدك على التمييز إن كنتِ تعيشين هذا السلام في داخلك: 

  1. هل تجدين نفسك تغضبين بسرعة أو تفقدين السيطرة على أعصابك لأبسط الأمور؟
  2. هل تجدين نفسك تحكمين باستمرار على أفعال الآخرين؟
  3. هل تجدين صعوبة عند اتخاذ قرارات حياتك؟
  4. هل تقلقين باستمرار من المستقبل، وتسألين نفسك: “ماذا لو حصل هذا الأمر أو ذاك”؟ 
  5. هل تشغلين نفسك بالتفكير في الماضي وتندمين على أمور حصَلت؟ 
  6. هل تجدين نفسك مشغولة باستمرار وغير قادرة على السيطرة على أمور حياتك؟

إذا كان جوابك نعم عن الأسئلة السابقة، فهذا يعني بأنه قد حان الوقت لبدء الرحلة، حان الوقت لترتيب الأمور في ذهنك.

إن السلام الداخلي ليس مجرد غياب للضغوط والقلق، بل هو أيضًا حالة إيجابية تجعلك تشعر بالسعادة والرضا الذاتي. إنها حالة تجعلك تتفهم من هو أنت حقًا وتقبل نفسك كما أنت دون الحاجة للتظاهر بأنك شخص آخر.

كيفية تحقيق السلام الداخلي:

الوصول إلى السلام الداخلي يتطلب عملًا دؤوبًا والتفرغ لتطوير الذات. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعدك في تحقيق السلام الداخلي:

التفكير الإيجابي:

يبدأ السلام الداخلي بالتفكير الإيجابي. يجب عليك تحويل الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية. تعلم كيف تتحكم في طريقة تفكيرك وكيف تركز على الجوانب الإيجابية في الحياة.

القبول والمغفرة:

لا يمكن أن نعيش في سلام داخلي إذا كنا نحمل الضغينة والكراهية في قلوبنا. يجب علينا أن نتعلم كيف نقبل أنفسنا بكل تفاصيلنا ونتعلم كيف نسامح أولئك الذين أساؤوا إلينا. القبول والمغفرة تحررنا من العبء النفسي.

الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية:

السلام الداخلي يتأثر بشكل كبير بالصحة النفسية والجسدية. يجب عليك الاهتمام بنواحي صحتك والتغذية السليمة وممارسة الرياضة بانتظام. كما يمكن أن تساعد التأمل والاسترخاء في تحقيق الهدوء النفسي.

قد يشعر الكثيرون بعدم وجود سلام داخلي بسبب عدم وضوح أهدافهم وتوجيههم. يجب أن تحدد أهدافك في الحياة وتعمل على تحقيقها. هذا يمنحك شعورًا بالاتجاه والغرض.

الحياة مليئة بالتحديات والضغوط، ولكن يجب عليك السعي إلى الحفاظ على التوازن في حياتك. قد تحتاج إلى وقت لنفسك، ووقت للعمل، ووقت للعائلة والأصدقاء. تحقيق التوازن يساعد على تحقيق السلام الداخلي.

النمو والتعلم المستمر يمكن أن يسهمان في تعزيز السلام الداخلي. قم بقراءة الكتب الملهمة، واتخاذ دورات تعليمية، والتحدث مع أشخاص ذوي خبرة لتعلم شيء جديد. كل تجربة تعليمية تساهم في تحسينك كشخص.

يمكن أن يكون الاسترخاء والتأمل وسيلة فعالة للعثور على السلام الداخلي. قد تحتاج إلى الابتعاد عن ضوضاء الحياة اليومية والبحث عن هدوء داخلي. يمكن أن يساعدك التأمل في تهدئة عقلك والتركيز على اللحظة الحالية.

العيش في سلام داخلي يمنحك فوائد كبيرة، بما في ذلك:

الحد من التوتر والقلق.

زيادة مستويات السعادة والرضا الذاتي.

تحسين العلاقات الاجتماعية.

زيادة التركيز والإنتاجية.

تقليل التأثير السلبي للضغوط والتحديات.

القدرة على مواجهة الصعاب بثقة وصلابة.

جوابي لك نعم. عندما تتخلَّصين من الأمور غير النافعة وغير اللازمة في ذهنك مثل إدانة نفسك وجلد الذات أو السماح للظنون والخيالات أن تسيطر على فكرك أو التفكير برأي الناس وتحليل ردود أفعالهم أو القلق من المستقبل والأمور التي لا يمكنك التحكم بها أو تغييرهاــــ تصيرين حُرَّة حيَّة قادرة على السيطرة والتحكّم في الذهن والمفاهيم والمشاعر وبالتالي السلوك. لأنَّ الأفكار السلبية ستزول وعندها ستختبرين الأشياء بصورة أوضح لم يسبق لكِ وأن اختبرتِها بهذه الصورة قبلًا، وكأنك تزيلين ستارًا من أمامك كان قد حجب عنكِ الرؤية، أو تفتحين نافذة كان يمكنك فتحها لإدخال الهواء ولكنَّكِ لم تفعلي؛ لأنك كنتِ تنظرين حجارة متراكِمة لطالما ظنَنتِها حائطًا مسدودًا.

أدعوكِ اليوم أن ترفعي هذه الحجارة، وترَي المنفذ إلى عالم فسيح ينتظرك أن تكتشفيه، عالم سيجعلك حُرَّة متجدِّدة الفكر، وطاقاتكِ أكثر اتساعًا وأوسع أفقًا، تتمتعين بالقناعة والرضى والمتعة في كل يوم تُشرق فيه شمس النهار، وعندما تذهبين إلى فراشك تحلمين بغدٍ أكثر إشراقًا ودفئًا وسلامًا.

المراجع: