10 نصائح لحياة صحِّيَّة

إعداد: شيرين كرادشة 

كانت تتناول وجباتها من مطاعم متنوِّعة، ومتعتها كانت تلك المشروبات الغنية بالكريما والسكّريات. وفي أوقات الاستراحة في العمل وما بعد العمل كانت الجلسات في المقاهي وشرب الكثير من القهوة وبعض التدخين أو الأرجيلة وسيلتها في تمضية الوقت. أما عند المساء، فقد كانت تستمتع بالمكسّرات والشيبس بينما تحضر مسلسلاتها المفضلة. لم يكن شرب الماء على قائمتها ما عدا في أيام الصيف الحارَّة حيث ترتفع درجات الحرارة. أما حركتها فكانت قليلة، استخدامها للسيارة كان مستمرًّا ولم تكن ممارسة الرياضة أو السير على الأقدام أمورًا ضمن برنامجها اليومي. كانت مستمتعة في حياتها بتلك الطريقة ولم تعتقد أنَّ هناك ما عليها تغييره. 

لكن ما حدث معها في تلك الليلة بعد أن تناولت وجبة دسمة تسبَّبت في مغص شديد أوصلها إلى غرفة الطوارئ في المستشفى هو ما جعلها تفكِّر من جديد في أسلوب حياتها. أجرى لها الطبيب مجموعة من الفحوصات، فاكتشفت أنها تعاني من مشاكل صحّية جمّة منبعها الأساسي هو أسلوب حياتها السيئ، فالكثير من الطعام غير الصحّي والقليل من الرياضة وشرب الماء المحدود وغياب الألياف والخضار والفاكهة من وجباتها أوصلها إلى ما وصلت إليه الآن. 

إن كان هذا هو حالك، فلربما آن أوان التغيير. الآن وقت مناسب، ولم يفُت الأوان بعد. 

نقدِّم لكِ بعض النصائح لعيش حياة صحّية ولتجنّب حياة مثل حياة تلك الفتاة المذكورة في القصّة. قد تبدو القائمة طويلة وصعبة، ولكن كما يُقال: رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وخسارة 10 كيلوغرمات تبدأ ببضعة غرامات، وأسلوب الحياة الصحّي وبناء العادات الصحيّة يبدأ بتغييرات بسيطة. نشجِّعك على متابعة هذه القائمة والبدء بخطوات بسيطة، وإضافة خطوات أخرى جديدة كل مرَّة، وانتبهي ألّا تضعي أهدافًا كبيرة تُحبطك وتعجزين عن تحقيقها. 

النصائح:
  1. نوعية الطعام: 

أبسط قاعدة هي أنَّ الطعام الجيِّد هو الذي يأتينا من الطبيعة، فالتفاحة أفضل من تارت التفاح، والتمر أفضل من حبة الشوكولاتة، والبندورة أفضل من رب البندورة، واللحم أفضل من المرتديلا، والدجاج أفضل من الهوت دوج، والجبنة البيضاء أفضل من الجبنة الصفراء، والبيض أفضل من الدوناتس، وهكذا. يمكنك اتباع هذه القاعدة ببساطة عندما تختارين الطعام، والتي تعني تجنُّب أو تقليل الأطعمة المصنَّعَة. 

من المهم في الأطعمة أن تقلِّلي من الملح والسكر والدهون وبالأخص الزيوت المشبَعة، وتكثري من الألياف والخضار والفاكهة، وتهتمّي بوجود كميات كافية من البروتين في نظامك الغذائي. 

اجعلي خياراتك ذكية فتُساهمين في رفع مستواك الصحِّيِّ. 
  1. أسلوب تناول الوجبات: 

ربما أنك لا تعيرين انتباهًا لأسلوب تناول الطعام، فتكتفين بتناول الطعام أثناء القيادة أو وقت التسوُّق، كما وقد تميلين إلى تناول الطعام في المطاعم أكثر من الطعام المنزلي، أو تناول بقايا وجبات أطفالك عوضًا عن تناول وجبة منتظمة. قد لا تهتمين بالجلوس على مائدة الطعام وتناول الطعام كعائلة، وذلك لكثرة الأنشطة والأمور التي تجري في منزلك. كل هذه العادات إنما لها دور كبير في التأثير السلبي على أسلوب حياتك الصحّي.

من الجدير بالذكر أنَّ عدد الوجبات وكمياتها وطريقة الجلوس أثناء تناول الطعام وسرعة مضغ الطعام، كلّها تؤثِّر على تجاوب جسمك مع ما تأكلينه وبالتالي على صحَّتك وسلامتك. كما ولا يمكننا أن نغفل طرق تحضير الطعام ومدى تأثيرها على الصحَّة؛ فالطعام المشوي أفضل من المقلي، والطعام المطهوُّ على البخار يحافظ على فائدته أكثر من المسلوق، والأطعمة الطازجة لها فائدة أكثر من تلك المجمَّدَة. 

وفي بند الطعام يمكن الإشارة إلى مخاطر الكحول والتدخين، فمن المعروف أنهما يُسبِّبان الكثير من الأمراض والمشاكل الصحّية. 

ابني عادات صحِّيَّة في تناول الطعام، فتُساهمين في عيش حياة تتمتَّعين فيها بصحَّة وعافية.  
  1. مراقبة الوزن: 

لا بدّ أنك لاحظتِ مدى تغيير الوزن مع تقدُّم العمر، فكم منّا كانت نحيلة والآن هي في ماراثون أنواع الحِميات المتنوِّعة! إنَّ مراقبة الوزن ورؤية الزيادة فيه لا تكفي إلا لزيادة إحباطنا، ولكن المهم في الأمر هو أن نراقب كذلك نسبة البروتين والدهون والأملاح في جميع أجزاء جسمنا، وكذلك مراقبة مستوى الحرق لدينا. هذه كلُّها مؤشِّرات تساعدكِ على تغيير نظامك الغذائي وبناء العادات الصحِّيَّة. 

راقبي وزنك، ولا تقعي في فخِّ الزيادة المفاجِئة والكارثية. 
  1. الماء:

من المعروف أنَّ الإنسان يمكنه أن يعيش بدون طعام فترة أطول من دون ماء، فالماء عنصر ضروري وحيوي للإنسان. فعندما تشربين الماء بالكميات التي تحتاجينها فأنتِ تساهمين في منح جسمك الترطيب اللازم، وتتخلَّصين من الفضلات في الجسم. وللماء دور كبير في إنقاص الوزن، فمع أي برنامج غذائي يكون شرب الماء هو المتصدِّر فيه. كما إنَّ شرب الماء في كثير من الأحيان يوقف جوعنا، فنحن نرتبك ما بين كوننا نعاني من العطش أم من الجوع، وبمجرد شرب الماء يختفي شعورنا بالجوع. الماء يساعد في عمليات الأيض في الجسم ويحمي من الإصابة بالإمساك ويساعد في إزالة السموم من الجسم. 

نشجِّعك أن تقتني مطرة من الماء تملئينها كل يوم لتتأكدي من كميات الماء التي تشربينها، كما يمكن استخدام تطبيقات خاصة على الهاتف لتذكيرك بشرب الماء. 
  1. النوم: 

يُعتبَر النوم من أهم العادات الصحّية، فعندما تنالين حاجتك من النوم والتي هي في الغالب 7 ساعات يوميًّا، فستنالين الطاقة اللازمة في يومك. وحرمانك من النوم سيؤثر في إنجازك وفي مزاجك، فكما تقول إحدى الأمهات على سبيل الفكاهة: إنَّ مستوى أخلاقي يعتمد على مدى اكتفائي من النوم!  

النوم ليس مضيعة للوقت ولكنه وسيلة ليلية لجعل وقت النهار وقتًا مثمِرًا. 
  1. الحركة والرياضة:

تعتبَر الرياضة مفيدة لكِ من الناحية الجسدية والفكرية وحتى العاطفية. ممارستك للرياضة وجعلها أسلوب حياة يساهم في حمايتك من الكثير من الأمراض والمشاكل الصحِّيَّة، كما ويرفع من مستوى مناعتك وقدرتك على التفكير ويقلِّل من مشاعر التوتر والإحباط. نشجِّعك أن تجعلي للرياضة والنشاط نصيبًا في يومك، فأمور بسيطة مثل استخدام الدرج بدلًا من المصعد، السير بدلًا من استخدام السيارة تعمل معًا على بناء عادات صحِّيَّة وأسلوب حياة صحيح.  

كما يُقال “الحركة بركة”، أضيفي هذه البركة إلى حياتك. 
  1. الفحوصات الدورية: 

في العادة نلجأ إلى الطبيب في حال تعرُّضنا إلى نكسة صحِّيَّة، ولكن من المعروف أنَّ الوقاية خير من العلاج. لذا فمن الأفضل أن تقومي بفحوصات دورية والتي تشمل فحوصات للدم والبول ووظائف الجسم، هذا بالإضافة إلى الفحوصات النسائية. راقبي تاريخ العائلة المرضي، وتابعي عمل فحوصات دورية ولا تنسي فحوصاتك النسائية مثل تلك المخصصة للكشف عن سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم. وإن كنت تتناولين أدوية معيَّنة فأنتِ بحاجة إلى أن تكوني متيقِّظة لكيفية استخدامها من حيث قبل أو بعد الطعام، وأفضل وقت من اليوم، ومدى تعارضها مع أدوية أخرى أو أطعمة. كما ومن الجيد مراقبة ضغط الدم ومستوى السكر في الدم بالإضافة إلى الوزن ومستوى الدهون، فهذه كلُّها تساعدك على بناء فكرة عن وضعك الصِّحِّي. 

لا تنسي نفسك، ولا تنشغلي فقط بالاهتمام بغيرك، بل راقبي وظائف جسمك. اهتمامك بنفسك ليس أنانية بل هو وسيلة تجعلك أكثر قدرة على الاهتمام بعائلتك، فلا تعتقدي أنَّ جعل عائلتك هي الأولوية دائمًا وإهمال تطوير الذات هو مثال الأم المضحِّية بل إنَّ منح نفسك أولوية يجعل منكِ أمًّا أفضل. 
  1. العناية بالأسنان: 

تحتاج أسنانك إلى عناية خاصة، فعليك تفقُّدها ومراقبة أي مشاكل فيها. وكذلك الاهتمام بتنظيفها واستخدام غسول الفم والخيط لتنظيف ما بين الأسنان والعناية باللثة. 

أسنانك جوهرة في فمك تستحق عنايتك واهتمامك، وهي البوابة التي تخرج منها كلماتك. لذا اجعلي كلامك الموزون معطَّرًا برائحة فمك اللطيفة النابعة من اهتمامك بأسنانك. 
  1. النظافة الشخصية: 

تبيَّن أنَّ غسيل الأيدي له دور كبير في الوقاية من الأمراض، وقد برز هذا الأمر بشكل واضح مع جائحة كورونا. وبالطبع لا بدَّ من الاهتمام بنظافة الجسم في جميع أجزائه وبشكل خاص المناطق المعرَّضَة إلى التَّلوُّث. 

نظافتك الشخصية تؤثر في سلامتك الجسدية، فلا تُهمليها. 

10. الحالة النفسية: حالتك النفسية تؤثر بشكل كبير على سلامتك الجسدية. ابتعدي عن الأخبار المزعِجة وتجنَّبي العلاقات السُّمِّية، مارسي الشكر والامتنان، قلِّلي التوتر وارفعي مستوى الإيجابية. وتذكَّري أنَّ بعض الضحك له تأثير سحري. ركِّزي على حياتك وليس على آلامك، وانظري إلى المستقبل بتفاؤل، وساهمي في حلِّ المشاكل، وركِّزي على نقاط قوَّتك. اقضي وقتًا مع الأصدقاء وقومي بأمور تحبِّينها، استرخي واستمتعي بالحياة. 

حالتك النفسية تصبُّ في صحَّتك الجسدية، امنحيها الاهتمام اللازم. فما زلت أتذكَّر جلسة الصديقات الشهرية التي فيها كُنَّ يقضين وقتًا ممتعًا ورائعًا بالاتفاق مع الأزواج الأصدقاء الذين كان يبقون مع الأطفال. بعد تلك الجلسات التي كان فيها الكثير من الضحك وبعض الفضفضة والبكاء ومناقشة موضوع يشغلهنَّ، لاحظ الأزواج أنَّ “مزاج البيت” كلّه كان على الوضع الهادئ، وصداع الزوجات كان أقلّ، لذا ننصحك بمثل هذه الجلسات أو ما يشبهها. 

تخيَّلي نفسك بعد 10 سنوات من الآن، وفكِّري ما الأشياء البسيطة التي يمكنك عملها اليوم والتي تجعلك في حال جيد في ذلك الوقت؟ واسألي نفسك كيف أكون أفضل من الأمس؟ وكيف أتقدّم في حياتي؟  فلو كان وزنك مناسِبًا، لا بدَّ أنَّ حركتك ستكون أفضل، ووجع ركبك أقلّ. ولو كان شربك للماء جيِّدًا، فنضارة بشرتك ستزيد وتجاعيد وجهك ستقلّ. 

أعيدي قراءة الخطوات السابقة، وتعهَّدي أمام نفسك بأن تبدئي بخطوات التغيير. خطوة خطوة يمكن أن أصل إلى أهدافي في الحياة. انتبهي إلى الجوانب المختلفة في حياتك، وهي: الطعام والماء والرياضة والوضع الصحِّي والنفسي والنظافة والنوم. حدِّدي هدفًا لكل جانب، وابدئي اليوم وامضي قدمًا.