الأطفال والحنان

إعداد: ليلى الصايغ

فكرت كثيرا قبل أن أتحدث إلى صديقتي بموضع يشغل بالي. والسبب في اعتقادي بأن ما أعاني منه ليس بمشكلة ولكنه قلق أشعر به عندما أفكر بطريقة تربية أبنائي. لذا تحدثت مع صديقتي حول المشاحنات اليومية التي تحدث بيني وبين أطفالي لعدم قدرتي على غرس  مشاعر الحب والحنان في نفوسهم تجاه الآخرين. 

أجابتني صديقتي بكل محبة وقالت:

لا تنسي بأن الأطفال يأتون إلى هذه الدنيا وهم يحتاجون لتعلم كل شيء، فالوالدان يمثلان القدوة أمامهم في كيفية التعامل مع الآخرين، وفي بعض الأحيان يقلق الوالدان بأنهما قد لا يكونان القدوة أو النموذج لهذه المبادئ والقيم التي يؤمنان بها. وأضافت قائلة: إذا كان هذا ما تعانين منه فتذكري بأنه من المهم أن يلمس الطفل مشاعر الحب والحنان والرعاية منك ومن والده في نفس الوقت وبطريقة متوازنة واضحة. وفي نفس الوقت يجب أن يتعلم الطفل كلمات المجاملة مثل (لو سمحت – من فضلك – أشكرك) وتعليم الطفل الاعتذار عندما يخطئ وهذا يتأتي بأن يراك تعتذرين عن الخطأ الذي قمت به مهما كان بسيطا. إن هذه السلوكات الطيبة يمكن أن تطبق على سلوكات الوالدين مع الآخرين إضافة الى أهمية تعليم الطفل تحمل المسئولية وهذا يأتي بإعطائه بعض المهام البسيطة بحيث يشعر بأنه منتم للأسرة وأنه جزء من المجتمع.  

بعد أن انتهت صديقتي من الحديث أدركت أن من الأشياء الهامة التي علينا أن نعلمها لأطفالنا هي الشعور بالامتنان لما يتمتعون به في حياتهم فيجب أن يعرف كل طفل أن ما لديه ليس لدى الأطفال الآخرين وأنه إنسان متميز وله مكانة في قلبك. إضافة إلى مساعدته على التعبير عن مشاعره المختلفة سواء كانت مشاعر فرح أو غضب أو حزن.. واتركي له المجال للتعبير عن ذلك وساعديه على شرح ووصف هذه المشاعر ومن الأهمية ألا ننسى معاملة الطفل بنفس الاحترام الذي تتوقعين منه ذلك.  

عرفت أخيرا بأن أغلب الآباء يتمنون أن يصبح أطفالهم طيبين وحنونين وهذا بالطبع لا يأتي إلا بالصبر والرعاية فيصبح الطفل إنسانا طيبا، وتذكري أن الطفل يتعلم عندما ينشأ في جو من الحب والرعاية وسيصبح فيما بعد إنسانا محبا للآخرين.